كيف يتصرف أهلها معها؟

4314 - كيف يتصرف أهلها معها؟

06-10-2011 26757 مشاهدة
 السؤال :
كيف يتصرف الأهل مع ابنتهم التي سلكت طريق الانحراف وارتكبت الفاحشة؟ هل يجوز قتلها؟ أم يجب التبرُّؤُ منها وطردُها من البيت؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4314
 2011-10-06

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الله تبارك وتعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}، ويقول تبارك وتعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، ويقول تبارك وتعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.

ويقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ) رواه مسلم. ويقول: (لا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ) رواه الإمام أحمد.

وبناء على ذلك:

أولاً: يجب على أهل هذه الفتاة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابنتهم، وأن يهيئوا لها الصحبة الصالحة من النساء، وأن يستروا عليها، وأن يعاملوها بالحكمة والموعظة الحسنة، وربما أن تكون من الحكمة الشدَّة عليها وإغلاظ القول لها إذا لم تنتفع باللين.

ثانياً: لا يجوز قتل هذه المرأة؛ لأن إقامة الحدِّ من مسؤولية القاضي المسلم، ولا يجوز لأحد أن يقيم الحدَّ على أحد ولو كان قريباً له، فإذا كانت الفتاة عزباء فحدُّها الجلد، وأما إذا كانت ثيِّباً فحدُّها الرجم، ولكنَّ إقامة الحدِّ تجب على الحاكم بشروطها.

ثالثاً: لا يجوز لأهلها أن يتبرَّؤوا منها؛ لأن المعصية لا تخرجها عن دائرة الإيمان، حتى ولو ارتدَّ الإنسان عن دينه ـ والعياذ بالله تعالى ـ فلا يجوز لأهله أن يتبرَّؤوا منه، فسيدنا نوح عليه السلام ما تبرَّأ من ابنه الكافر، فكيف يتبرأ أهلها منها بسبب هذه الكبيرة؟

رابعاً: كذلك لا يجوز طردُها من البيت، لأنَّ طردَها من البيت قد يدفعها إلى المنكرات وارتكاب الفواحش، ولكن عليهم أن يُلزِموها بلزوم البيت، ويمنعوها من الخروج إذا لم تظهر لهم علامات التوبة الصادقة، وإذا اقتضى الأمر إلى سجنها في البيت فليفعلوا، ولكن بدون تعذيب لها.

وعلى كلِّ حال ليكثروا لها النصحَ والتوجيه، مع الدعاء لها بالهداية والصلاح، ويحرم عليهم قتلها والتبرُّؤ منها وطردُها من البيت، ونسأل الله تعالى أن يلهمهم الصبر. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
26757 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مشكلات الشباب

 السؤال :
 2023-12-29
 185
هَلْ مِنْ حَرَجٍ في حَدِيثِ الشَّبَابِ مَعَ الشَّابَّاتِ عَلَى أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ كِتَابَةً فَقَطْ، دُونَ صَوْتٍ وَصُورَةٍ؟
رقم الفتوى : 12881
 السؤال :
 2023-07-13
 392
أَنَا شَابٌّ في العِشْرِينَاتِ مِنْ عُمُرِي، أَعْمَلُ في مُؤَسَّسَةٍ، تَعَرَّفْتُ عَلَى فَتَاةٍ مُتَزَوِّجَةٍ، حَتَّى أَصْبَحْنَا لَا نَسْتَطِيعُ فِرَاقَ بَعْضِنَا، وَمَضَى عَلَى ذَلِكَ عَامٌ كَامِلٌ، وَأَكَادُ أَنْ أَفْقِدَ عَقْلِي مِنْ هَذِهِ الجَرِيمَةِ التي وَقَعْتُ فِيهَا، فَمَاذَا أَصْنَعُ؟
رقم الفتوى : 12643
 السؤال :
 2023-02-02
 633
أَنَا شَابٌّ أَعْمَلُ في الجَامِعَةِ، وَأَكْرَمَنِي اللهُ تعالى بِحُسْنِ الهَيْئَةِ، وَعَمَلِي فِيهِ اخْتِلَاطٌ مَعَ النِّسَاءِ، وَأَخْشَى مِنَ العَلَاقَاتِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ، فَمَا الحِيلَةُ؟
رقم الفتوى : 12377
 السؤال :
 2022-08-22
 400
أَنَا شَابٌّ ابْتُلِيتُ بِالعَادَةِ السِّرِّيَّةِ، وَأُرِيدُ أَنْ أَتَخَلَّصَ مِنْهَا، وَأَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، لِأَنَّهَا أَصْبَحَتْ وَبَالًا عَلَيَّ، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 12136
 السؤال :
 2021-08-29
 1566
فَتَاةٌ تَعَرَّفَ عَلَيْهَا شَابٌّ وَتَعَلَّقَ بِهَا تَعَلُّقًا شَدِيدًا، وَشَعَرَتِ الفَتَاةُ بِالخَطَأِ الفَاحِشِ التي ارَتَكَبَتْهُ مِنْ خِلَالِ صِلَتِهَا بِهِ، فَقَطَعَتِ الصِّلَةَ مَعَهُ، فَهَدَّدَهَا إِنْ لَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ فَسَوْفَ يَنْتَحِرُ، لِأَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ العَيْشَ بِدُونِهَا، فَمَاذَا تَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 11451
 السؤال :
 2021-08-12
 812
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكُمْ مِنْ أَسْبَابِ الخُشُوعِ في الصَّلَاةِ غَضُّ البَصَرِ، كَيْفَ أَفْعَلُ في زَمَنٍ كَثُرَتْ فِيهِ الكَاسِيَاتُ العَارِيَاتُ في الشَّوَارِعِ؟
رقم الفتوى : 11412

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3154
المكتبة الصوتية 4763
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412024731
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :