الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد جاء في صحيح البخاري ومسلم عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (نَهَى النَّبِيُّ " عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ).
وأخرج الإمام البخاري عَنْ أَسْمَاءَ بِنْت أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنها قَالَتْ: (نَحَرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ " فَرَسًا فَأَكَلْنَاهُ).
وروى الدارقطني عن جابر رضي الله عنه قال: (سافرنا مع رسول الله " وكنا نأكل لحم الخيل ونشرب ألبانها).
وذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة، وبعض المالكية إلى إباحة لحم الخيل، سواء أكانت عراباً (خيل عربية) أم براذين (البرذون: هو ما كان أبواه أعجميان).
وذهب الحنفية في الراجح عندهم، وفي قولٍ ثانٍ للمالكية إلى حِلِّ أكلها مع الكراهة التنزيهية.
يَقُولُ أُسْتَاذُنَا الدكتور أحمد الحجي الكردي: لأنها آلةُ الجهادِ في العصورِ الأولى، أما الآن فلا أرى كراهتها عندهم.
وبناء على ذلك:
فلا حرج من أكل لحم الخيل عند جمهور الفقهاء، عدا الحنفية الذين قالوا بكراهة ذلك كراهةً تنزيهية. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |