الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد جاء في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال: (كُنَّا نُصَلِّي عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ قَبْلَ صَلاةِ المَغْرِبِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاهُمَا؟ قَالَ: كَانَ يَرَانَا نُصَلِّيهِمَا فَلَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا) رواه مسلم.
وفي رواية له كذلك عن أنس رضي الله عنه: (كُنَّا بِالمَدِينَةِ، فَإِذَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ لِصَلاةِ المَغْرِبِ ابْتَدَرُوا السَّوَارِيَ، فَيَرْكَعُونَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ الغَرِيبَ لَيَدْخُلُ المَسْجِدَ فَيَحْسِبُ أَنَّ الصَّلاةَ قَدْ صُلِّيَتْ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ يُصَلِّيهِمَا).
وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قَالَ: (صَلُّوا قَبْلَ المَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: صَلُّوا قَبْلَ المَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ الثَّالِثَةِ: لِمَنْ شَاءَ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً) رواه البخاري وأحمد واللفظ له.
وروى ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صلى قبل المغرب ركعتين.
واختلف الفقهاء في حكم صلاة الركعتين بعد الغروب، وقبل صلاة المغرب:
فعند السادة الشافعية هي سنَّة غير مؤكدة، وعند الحنابلة جائزتان لا تستحبَّان ولا تكرهان، وعند الحنفية مباحة، كما جاء في الدر المختار: (وحرر إباحة ركعتين قبل المغرب، وأقره في البحر والمصنف) اهـ. وعند المالكية لا تنفل قبل صلاة المغرب.
وبناء على ذلك:
فليس لصلاة المغرب سنة قبلية راتبة، ولكن الأحاديث الشريفة تدلُّ على مشروعية صلاة ركعتين بعد الغروب وقبل صلاة المغرب، للأحاديث الواردة، ولقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ، بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: لِمَنْ شَاءَ) رواه البخاري ومسلم. والإقامة أذان. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
