الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه نهى عن الغِشِّ مطلقاً، فقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. وفي رواية الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا).
ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد: (وَالْقِيَاسُ أَنّ كُلَّ عَيْبٍ يُنَفّرُ الزّوْجَ الآخَرَ مِنْهُ، وَلا يَحْصُلُ بِهِ مَقْصُودُ النّكَاحِ، مِن الرّحْمَةِ وَالمَوَدّةِ يُوجِبُ الخِيَارَ). اهـ.
وذكر العلماء بأنَّه يجب على كلٍّ من الخاطبين أن يُعْلِمَ الطرف الآخر بوجود العيب قبل عقد الزواج، وأنَّ ذلك ينضبط بأمورٍ ثلاثة:
أولاً: أن يكون العيبُ مؤثراً على علاقة الزوجين فيما بينهما.
ثانياً: أن يكون العيبُ منفِّراً للطرفِ الآخر.
ثالثاً: أن يكون العيبُ دائماً ومستمراً، لا يزول بعد الزواج.
وبناء على ذلك:
فإذا كان صِغَرُ الثديين مُنَفِّراً بشكلٍ عام، والناظرُ إليه من النساء يَعُدُّهُ عيباً، فيجب إعلامُ الخاطبِ بذلك قبل العقد، ولا مانعَ أن يصفَ النساءُ المحارم للخاطب حجمَ الثديين. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |