الاجتماع على تلاوة القرآن وإهداء ثوابها لميت

5281 - الاجتماع على تلاوة القرآن وإهداء ثوابها لميت

17-06-2012 39787 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم الشرع في اجتماع أشخاص في بيت من البيوت، وتلاوة ختمة من القرآن الكريم توزَّع عليهم، ثم يتمُّ إهداء ثوابها للمتوفى؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5281
 2012-06-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الاجتماعُ على تلاوةِ القرآنِ العظيمِ في بيتٍ من البيوتِ جائزٌ شرعاً، لقولِهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ المَلائِكَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» رواه مسلم.

ويقول الإمام النووي رحمه الله تعالى عند هذا الحديث الشريف: (وَفِي هَذَا دَلِيل لِفَضْلِ الاجْتِمَاع عَلَى تِلاوَة القُرْآن فِي المَسْجِد، وَهُوَ مَذْهَبنَا وَمَذْهَب الجُمْهُور).

ثانياً: لا حرجَ من توزيعِ أجزاءِ القرآنِ على مجموعةٍ منَ الناسِ لتلاوةِ كلِّ واحدٍ منهم ما خُصِّصَ له، ويقولُ العلامةُ الصاوي رحمه اللهُ تعالى في حاشيتهِ على الشرحِ الصغير: (وأما اجتماعُ جماعةٍ يقرأُ واحدٌ ربعَ حِزبٍ، وآخرُ ما يليه، وهكذا، فنُقلَ عن مالكٍ جوازُها).

ويقولُ الإمامُ النوويُّ رحمه الله تعالى في المجموعِ: (لا كراهةَ في قراءةِ الجماعةِ مُجتمعينَ، بل هيَ مُستحبَّةٌ، وكذا الإدارةُ، وهيَ أنْ يقرأَ بعضُهمْ جُزءاً أو سورةً مثلاً، ويسكتَ بعضُهمْ، ثمَّ يقرأَ الساكتونَ ويسكتَ القارئونَ).

ثالثاً: إنَّ ثوابَ تلاوةِ القرآنِ الكريمِ واصلٌ للميتِ بإذنِ اللهِ تعالى، سواءٌ كانت القراءةُ من فردٍ أو جَماعةٍ، لأنَّها منَ الدُّعاءِ للميتِ، ويقول العلامةُ الدسوقيُّ رحمه الله تعالى: (لا بأسَ بقراءةِ القرآنِ والذِّكرِ، وجَعلِ ثوابِهِ للميتِ، ويحصُلُ لهُ الأجرُ إن شاءَ اللهُ تعالى).

وبناء على ذلك:

فلا حرجَ من الاجتماعِ في بيتٍ من البيوتِ، وتلاوةِ خَتمةٍ من القرآنِ الكريمِ تُوزَّعُ على الحاضرينَ، ثمَّ يُهدي الجميعُ ثوابَ ما قرأَ للمتوفى، وبذلكَ يَصلُ ثوابُ خَتمةٍ منَ القرآنِ الكريمِ للمتوفَّى.

ويقول أستاذنا الشيخ الفاضل الدكتور أحمد الحجي الكردي:

[وَأُفَضِّلُ هنا أن يهدَى ثواب القراءة لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أولاً، ثم لمن يراه القارئ من الأقارب والموتى]. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
39787 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالقرآن الكريم

 السؤال :
 2023-02-25
 1176
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سُورَةَ الإِخْلَاصِ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 949
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾؟
 السؤال :
 2023-02-06
 921
مَا مَعْنَى قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾؟
 السؤال :
 2023-01-30
 419
يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ﴾. فَبِأَيِّ الأَمْرَيْنِ تَمَّتْ نَجَاةُ سَيِّدِنَا يُونُسَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ بَطْنِ الحُوتِ؟
 السؤال :
 2023-01-30
 456
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾؟
 السؤال :
 2022-10-03
 503
في قِصَّةِ ابْنَيْ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِنْدَمَا قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ قَالَ تعالى عَنْ قَابِيلَ القَاتِلِ: ﴿فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾. وَمِنَ المَعْلُومِ أَنَّ النَّدَمَ تَوْبَةٌ، فَلِمَاذَا كُلَّمَا قَتَلَ إِنْسَانٌ آخَرَ ظُلْمًا يَتَحَمَّلُ قَابِيلُ وِزْرَهُ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412838121
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :