الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَلَقَد سُئِلَ هذا السُّؤالَ فُحولُ العُلَماءِ، وجَهَابِذَتُهُم، فَأَجابوا أجوِبَةً شَافِيَةً، منها:
أولاً: جَوابُ سَيِّدِنا عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزيزِ رَضِيَ اللهُ عنهُ: تِلكَ دِماءٌ طَهَّرَ اللهُ مِنها يَدِي، فلا أحِبُّ أن أُخضِّبَ بها لِساني.
ثانياً: جَوابُ الإمامِ أبي حَنيفَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ: إذا قَدِمتُ على الله يَسأَلُني عَمَّا كَلَّفَني، ولا يَسأَلُني عن أُمورِهِم، ثمَّ قالَ: تِلكَ الدِّماءُ طَهَّرَ اللهُ منها شَأنَنا، أفلا نُطَهِّرُ منها لِسانَنا؟
ثالثاً: جَوابُ ابنِ المُبَارَكِ رَضِيَ اللهُ عنهُ: السَّيفُ الذي وَقَعَ بَينَ الصَّحَابَةِ فِتنَةٌ، ولا أقولُ لأحَدٍ مِنهُم هوَ مَفتونٌ.
رابعاً: جوابُ الإمامُ القُرطُبِيُّ رَضِيَ اللهُ عنهُ: ﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون﴾.
وبناء على ذلك:
فمن لم تَشفِهِ هذهِ الأجوِبَةُ، فلن يَجِدَ جَواباً شَافِياً. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |