فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافاً

6363 - فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافاً

31-05-2014 56082 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن من أحب سَيِّدَنا رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يسرع إليه الفقر؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6363
 2014-05-31

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الإمام الترمذي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا رَسُولَ الله، والله إِنِّي لَأُحِبُّكَ».

فَقَالَ: «انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ».

قَالَ: والله إِنِّي لَأُحِبُّكَ.

فَقَالَ: «انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ».

قَالَ: والله إِنِّي لَأُحِبُّكَ ـ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ـ

فَقَالَ: «إِنْ كُنْتَ تُحِبُّنِي فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافاً، فَإِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِن السَّيْلِ إِلَى مُنْتَهَاهُ». وقالَ الإمام الترمذي عَنهُ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وقَولُ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَأَعِدَّ لِلْفَقْرِ تِجْفَافاً» مَعناهُ: هَيِّئ للفَقرِ صَبْراً لِتَدفَعَ بِهِ عن دِينِكَ بِقُوَّةِ يَقِينِكَ ما يُنَافِيهِ من الجَزَعِ والفَزَعِ، وقِلَّةِ القَنَاعَةِ، وعَدَمِ الرِّضا بالقِسمَةِ.

والتِّجفافُ: آلَةٌ للحَربِ يُجَلَّلُ بها الفَرَسُ لِيَقِيَهُ في الحَربِ من الجِراحِ، وكُنِيَ بالتِّجفافِ عن الصَّبْرِ لأنَّهُ يَستُرُ الفَقرَ، كما يَستُرُ التِّجفافُ البَدَنَ عن الضُّرِّ.

ومن المَعلومِ أنَّهُ من ادَّعَى الإيمانَ جَاءَتْهُ الامتِحَاناتُ، قال اللهُ تعالى: ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾.

وإنَّ أشَدَّ النَّاسِ بَلاءً الأنبِياءُ ثمَّ الأمثَلُ فالأمثَلُ.

وبناء على ذلك:

فالحَدِيثُ رَواهُ الإمامُ الترمذي، وقالَ عَنهُ حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وعَلامَةُ اتِّباعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الابتِلاءُ، وقد يَكونُ من الابتِلاءِ الفَقرُ، لأنَّ الغِنى والفَقرَ بِيَدِ الله عزَّ وجلَّ، ولقد كَانَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أزهَدَ الزَّاهِدِينَ في الدُّنيا، وهوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ القَائِلُ: «مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» رواه الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
56082 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أسئلة في السيرة النبوية

 السؤال :
 2020-05-10
 4300
مِنَ المَعْلُومِ أَنَّ مَا تَرَكَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ صَدَقَةً، فَلِمَاذَا لَمْ تَكُنْ بُيُوتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْتِحَاقِهِ بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى صَدَقَةً؟
 السؤال :
 2019-09-30
 5504
هَلْ هُنَاكَ نَسْخٌ في أَحَادِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَمَا هُوَ الحَالُ في القُرْآنِ العَظِيمِ؟
 السؤال :
 2019-06-23
 2500
أُمُّنَا السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا لَمْ تُرْزَقْ بِوَلَدٍ، فِلَمَاذَا كَانَتْ تُكَنَّى بأم عبد الله؟
 السؤال :
 2019-06-16
 2532
هَلْ كَانَتْ نِسَاءُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ يَحْتَجِبْنَ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2019-05-08
 1953
هل ثبت أن سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ؟ وما هي الحكمة في عدم تأذينه إذا ثبت هذا؟
 السؤال :
 2019-03-26
 2586
ما اسم أولاد أمنا السيدة خديجة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قبل زواجها من الحبيب الأعظم سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412875681
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :