موقف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من حادثة بئر معونة؟

6390 - موقف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من حادثة بئر معونة؟

10-06-2014 58959 مشاهدة
 السؤال :
ماذا كان موقف سيدنا رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من حادثة بئر معونة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6390
 2014-06-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَحَادِثَةُ بِئرِ مَعُونَةَ كَانَت فَاجِعَةً ومُصِيبَةً على سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَيثُ قُتِلَ فِيها سَبعُونَ رَجُلاً من خِيرَةِ أصحَابِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ غَدْراً، وهُم من فُضَلاءِ الصَّحَابَةِ وسَادَاتِهِم وقُرَّائِهِم، وكَانَت أعظَمَ وَقْعاً على سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من كَارِثَةِ يَومِ أُحُدٍ، حَيثُ قُتِلَ فِيها كذلكَ سَبعُونَ رَجُلاً من أصحَابِهِ الكِرامِ، إلا أنَّ هؤلاءِ قُتِلوا في سَاحَةِ الجِهَادِ، أمَّا أهلُ بِئرِ مَعُونَةَ فقد قُتِلوا غَدْراً.

وذلكَ عِندَما أرسَلَهُم سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إلى أهلِ نَجْدٍ، بِناءً على طَلَبِ أبي بَراء عامِرِ بنِ مَالِكٍ المَدعُوِّ بِمُلاعِبِ الأَسِنَّةِ، من أجلِ أن يَدعُوَهُم إلى الإسلامِ، وقال أبو براء لِسَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِندَما قالَ لَهُ: «إِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِمْ أَهْلَ نَجْدٍ».

فقالَ أبو براء: أنا جَارٌ لَهُم.

فَغَدَرَ بِهِم عَدُوُّ الله عَامِرُ بنُ الطُّفَيلِ هوَ وَقَبِيلَةُ عُصَيَّةَ ورِعْلٍ وَذَكْوَانَ من بَنِي سُلَيم حتَّى قَتَلُوهُم عن آخِرِهِم إلا كَعبَ بنَ زَيدِ بنِ النَّجَّارِ.

وجاءَ في صَحِيحِ الإمام مسلم عن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ عَلَى سَرِيَّةٍ مَا وَجَدَ عَلَى السَّبْعِينَ الَّذِينَ أُصِيبُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، كَانُوا يُدْعَوْنَ الْقُرَّاءَ، فَمَكَثَ شَهْراً يَدْعُو عَلَى قَتَلَتِهِمْ.

وبناء على ذلك:

فقد بَقِيَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَدعُو على الذينَ قَتَلُوا أصحَابَهُ بِبِئرِ مَعُونَةَ ثَلاثِينَ صَباحاً، يَدعُو في صَلاةِ الفَجْرِ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ ولِحيانَ وَعُصَيَّةَ، ويَقولُ: «عُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ».

ثمَّ تَرَكَ الدُّعاءَ عَلَيهِم بَعدَ أن أنزَلَ اللهُ تعالى فِيهِم قُرآناً، كما جاءَ في الصَّحِيحَينِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: دَعَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ غَدَاةً، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ «عَصَت اللهَ وَرَسُولَهُ».

قَالَ أَنَسٌ: أُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأْنَاهُ، ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ، بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ. ثمَّ نُسِخَ ذلكَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
58959 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أسئلة في السيرة النبوية

 السؤال :
 2020-05-10
 4300
مِنَ المَعْلُومِ أَنَّ مَا تَرَكَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ صَدَقَةً، فَلِمَاذَا لَمْ تَكُنْ بُيُوتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْتِحَاقِهِ بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى صَدَقَةً؟
 السؤال :
 2019-09-30
 5504
هَلْ هُنَاكَ نَسْخٌ في أَحَادِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَمَا هُوَ الحَالُ في القُرْآنِ العَظِيمِ؟
 السؤال :
 2019-06-23
 2499
أُمُّنَا السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا لَمْ تُرْزَقْ بِوَلَدٍ، فِلَمَاذَا كَانَتْ تُكَنَّى بأم عبد الله؟
 السؤال :
 2019-06-16
 2531
هَلْ كَانَتْ نِسَاءُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ يَحْتَجِبْنَ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2019-05-08
 1953
هل ثبت أن سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ؟ وما هي الحكمة في عدم تأذينه إذا ثبت هذا؟
 السؤال :
 2019-03-26
 2585
ما اسم أولاد أمنا السيدة خديجة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قبل زواجها من الحبيب الأعظم سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412851380
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :