هل يؤخذ الأبناء بذنوب الآباء؟

6661 - هل يؤخذ الأبناء بذنوب الآباء؟

30-12-2014 3643 مشاهدة
 السؤال :
هل يؤخذ الأبناء بذنوب الآباء يوم القيامة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6661
 2014-12-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾. ويَقُولُ: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾. ويَقُولُ: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾.

فاللهُ تعالى لا يَظْلِمُ أَحَدَاً فَيُعَاقِبُهُ بِمَا جَنَاهُ غَيرُهُ، وهذا مُتَّفَقٌ عَلَيهِ في يَومِ القِيَامَةِ عِندَمَا يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ.

ثانياً: أمَّا في الحَيَاةِ الدُّنيَا فقد يُؤخَذُ البَرِيءُ بِسَبَبِ مَعصِيَةِ غَيرِهِ، عِندَمَا يَكُونُ العِقَابُ عَامَّاً، كَالخَسْفِ والزِّلزَالِ بِسَبَبِ شُيُوعِ المَعَاصِي، روى الإمام البخاري عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِن الْأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ».

قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟

قَالَ: «يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ».

فالأَبنَاءُ وغَيرُهُم يُؤخَذُونَ بِذُنُوبِ آبَائِهِم ومُجرِمِيهِم إذا كَثُرَ الفَسَادُ، وذلكَ في عِقَابِ الدُّنيَا، وسَيُعَوِّضُ اللهُ تعالى الأَبرِيَاءَ خَيرَاً في الآخِرَةِ.

وبناء على ذلك:

فالأَبنَاءُ لا يُؤخَذُونَ بِذُنُوبِ الآبَاءِ يَومَ القِيَامَةِ، مَا دَامُوا غَيرَ رَاضِينَ بِذُنُوبِ آبَائِهِم.

أمَّا في الحَيَاةِ الدُّنيَا فقد يُؤخَذُونَ بِذُنُوبِ آبَائِهِم، ويُبعَثُونَ يَومَ القِيَامَةِ على نِيَّاتِهِم، وذَلِكَ لِقَولِهِ تَعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾. فَالبَلاءُ يَعُمُّ الجَمِيعَ إِذَا كَانَ الصَّالِحُونَ لَا يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ، ولا يَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ، واقتَصَرُوا عَلَى صَلَاحِ أنفُسِهِم دُونَ إصلَاحِ الآخَرِينَ، وقَد جَاءَ فِي الأَثَرِ أَنَّ اللهَ سُبحَانَهُ وَتَعَالى أَرسَلَ المَلَائِكَةَ لِيُدَمِّرُوا قَريَةً فَقَالُوا: يَا رَبِّ إنَّ فِيهَا رَجُلاً صَالِحاً، فَقَالَ جَلَّ فِي عُلَاهُ: بِهِ فَابدَؤُوا.

قَالُوا: لِمَ يَا رَب؟

 

قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: لِأَنَّ وَجهَهُ لَم يَكُن يَتَمَعَّرُ ـ يَتَغَيَّرُ ـ إذَا رَأَى مُنكَراً. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3643 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-12-29
 1207
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 231
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 585
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849
 السؤال :
 2023-07-13
 2844
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 1255
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 7523
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413664894
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :