الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالذِّكْرُ للهِ تعالى ذِكْرَانِ، ذِكْرٌ باللِّسَانِ، مِثلُ تِلاوَةِ القُرآنِ العَظِيمِ، والأَذكَارِ، والأَدْعِيَةِ؛ وذِكْرٌ بالقَلبِ، كَتَمْرِيرِ كَلِمَاتِ القُرآنِ العَظِيمِ على القَلبِ، وكذلكَ الأَدْعِيَةُ والأَذكَارُ.
ويَقُولُ الإمامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: اِتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الْجُنُبَ لَوْ تَدَبَّرَ الْقُرْآنَ بِقَلْبِهِ مِنْ غَيْرِ حَرَكَةِ لِسَانِهِ لَا يَكُونُ قَارِئاً مُرْتَكِباً لِقِرَاءَةِ الْجُنُبِ الْمُحَرَّمَةِ.
وقَالَ عِكْرَمَةُ: لا يَذْكُرُ اللهَ تعالى وهوَ على الخَلاءِ بِلِسَانٍ، ولكن بِقَلبِهِ.
وبناء على ذلك:
فإذا كَانَ المَقْصُودُ بالحَمَّامِ في السُّؤَالِ ـ دَورَةَ المِيَاهِ ـ عِندَ قَضَاءِ الحَاجَةِ، فالذِّكْرُ باللِّسَانِ مَكْرُوهٌ، لأنَّ المَكَانَ غَيرُ لائِقٍ لذلكَ، وإنْ ذَكَرَ اللهَ تعالى بِقَلبِهِ فلا حَرَجَ عَلَيهِ بِدُونِ أن يَتَلَفَّظَ بِلِسَانِهِ.
وأمَّا إذا كَانَ المَقْصُودُ بالحَمَّامِ في السُّؤَالِ ـ المَكَانَ للغُسْلِ ـ فَيُكْرَهُ الذِّكْرُ باللِّسَانِ إذا كَانَتِ العَورَةُ مَكْشُوفَةً، ولا حَرَجَ من ذِكْرِ القَلبِ، أمَّا إذا كَانَتِ العَورَةُ مَسْتُورَةً فلا حَرَجَ من الذِّكْرِ باللِّسَانِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |