الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإذا احتلم الإنسان ورأى بللاً على ثيابه، وجب عليه الغسل، ثم تطهير الثياب من أثر المني. لأن الفقهاء اختلفوا في حكم المني، فعند الحنفية والمالكية نجس، وهو قول عند الشافعية والحنابلة، ولكن القول الأظهر عند الشافعية والمذهب عند الحنابلة بأنه طاهر سواء من الذكر أم من الأنثى إذا لم تخالطه نجاسة. فعند من قال بنجاسته أوجبوا غَسْلَهُ إن كان رطباً، وفركَه إن كان جافاً، لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: (كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يابساً، وأغسله إذا كان رطباً) رواه الدارقطني. وعند من قال بطهارته، استحبوا غسل المني عن الثوب والبدن، للأخبار الصحيحة الواردة فيه، وخروجاً من الخلاف، هذا إذا لم يخالطه نجاسة، وإلا وجب غسله. وبناء على ذلك: فإنه يجب على المحتلم إذا رأى بللاً أن يغتسل. وأن يغسل الثوب والبدن من أثر المني خروجاً من الخلاف بين الفقهاء. وتجدر الإشارة إلى أن المني الذي على ثوب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من أثر جماع، لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا تحتلم، لأن الاحتلام من الشيطان. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
