مبتلى بالعلاقات مع النساء

7495 - مبتلى بالعلاقات مع النساء

17-08-2016 3502 مشاهدة
 السؤال :
أنا طالب جامعي مبتلى بالعلاقات مع النساء، وإني أخشى على نـفسي من الرسوب في الامتحانات بسبب انشغال قلبي بذلك، فبماذا تنصحني؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7495
 2016-08-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأَنْصَحُكَ أَوَّلَاً أَنْ تَكُونَ حَرِيصَاً على نَجَاحِكَ وَفَلَاحِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لِأَنَّ النَّجَاحَ الحَقِيقِيَّ عِنْدَمَا يُزَحْزَحُ العَبْدُ عَنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَيُدْخِلُهُ اللهُ تعالى جَنَّتَهُ؛ فَلَا تَكُنْ حَرِيصَاً على نَجَاحِكَ في دِرَاسَتِكَ الجَامِعِيَّةِ دُونَ مُبَالَاةٍ بِنَجَاحِكَ في الآخِرَةِ.

ثانياً: اعْلَمْ بِأَنَّ المَعَاصِيَ بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَهَذِهِ المَعْصِيَةُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ شُؤْمٌ على صَاحِبِهَا في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، لِأَنَّهَا تُخَرِّبُ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ.

ثالثاً: المَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَهَذِهِ المَعْصِيَةُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ تَحْرِمُ العَبْدَ مِنَ العِلْمِ النَّافِعِ، فَلَا تُطْفِئْ نُورَ العِلْمِ بِظُلْمَةِ المَعَاصِي.

رابعاً: المَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ سَبَبٌ في حِرْمَانِ الرِّزْقِ، روى الإمام أحمد والحاكم عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ».

خامساً: المَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَهَذِهِ المَعْصِيَةُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ تَجْعَلُ وَحْشَةً بَيْنَ العَبْدِ العَاصِي وَرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَخَاصَّةً مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ.

سادساً: المَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ تُعَسِّرُ الأُمُورَ، كَمَا أَنَّ تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تُيَسِّرُ الأُمُورَ.

سابعاً: المَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَهَذِهِ المَعْصِيَةُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ تَجْعَلُ الظُّلْمَةَ في القَلْبِ وَالرَّانَ، وَتُفْسِدُ إِيمَانَ العَبْدِ ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ.

يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا: إِنَّ لِلْحَسَنَةِ نُورَاً فِي الْقَلْبِ، وَضِيَاءً فِي الْوَجْهِ، وَقُوَّةً فِي الْبَدَنِ، وَزِيَادَةً فِي الرِّزْقِ، وَمَحَبَّةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ؛ وَإِنَّ لِلسَّيِّئَةِ سَوَادَاً فِي الْوَجْهِ، وَظُلْمَةً فِي الْقَلْبِ، وَوَهَنَاً فِي الْبَدَنِ، وَنَقْصَاً فِي الرِّزْقِ، وَبُغْضَةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ.

ثامناً: المَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَهَذِهِ المَعْصِيَةُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ تَحْرِمُ العَبْدَ الطَّاعَةَ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَو لَمْ يَكُنْ للذَّنْبِ عُقُوبَةٌ إلا أَنْ يُصَدَّ عَنْ طَاعَةِ اللهِ تعالى لَكَفَتْهُ.

وبناء على ذلك:

فَأَنْصَحُكَ أَنْ تَذْكُرَ آثَارَ هَذِهِ المَعْصِيَةِ وَالمَعَاصِي بِشَكْلٍ عَامٍّ، ثمَّ أَكثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ وَالـتَّضَرُّعِ إلى اللهِ تعالى، فَاللهُ تعالى لَا يُخَيِّبُ سَائِلَهُ.

﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾. وَزِدْ في عِبَادَاتِكَ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾.

وَعَلَيْكَ بِالصُّحْبَةِ الصَّالِحَةِ بَعْدَ مُقَاطَعَةِ أَهْلِ الغَفْلَةِ، وَتَذَكَّرْ بِأَنَّ اللهَ تعالى الذي أَسْبَغَ عَلَيْكَ نِعَمَهُ الظَّاهِرَةَ وَالبَاطِنَةَ رَقِيبٌ عَلَيْكَ، فَاسْتَحِ مِنَ اللهِ تعالى.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى لَنَا وَلَكَ الحِفْظَ وَالعِنَايَةَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3502 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مشكلات الشباب

 السؤال :
 2023-12-29
 129
هَلْ مِنْ حَرَجٍ في حَدِيثِ الشَّبَابِ مَعَ الشَّابَّاتِ عَلَى أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ كِتَابَةً فَقَطْ، دُونَ صَوْتٍ وَصُورَةٍ؟
رقم الفتوى : 12881
 السؤال :
 2023-07-13
 473
أَنَا شَابٌّ في العِشْرِينَاتِ مِنْ عُمُرِي، أَعْمَلُ في مُؤَسَّسَةٍ، تَعَرَّفْتُ عَلَى فَتَاةٍ مُتَزَوِّجَةٍ، حَتَّى أَصْبَحْنَا لَا نَسْتَطِيعُ فِرَاقَ بَعْضِنَا، وَمَضَى عَلَى ذَلِكَ عَامٌ كَامِلٌ، وَأَكَادُ أَنْ أَفْقِدَ عَقْلِي مِنْ هَذِهِ الجَرِيمَةِ التي وَقَعْتُ فِيهَا، فَمَاذَا أَصْنَعُ؟
رقم الفتوى : 12643
 السؤال :
 2023-02-02
 669
أَنَا شَابٌّ أَعْمَلُ في الجَامِعَةِ، وَأَكْرَمَنِي اللهُ تعالى بِحُسْنِ الهَيْئَةِ، وَعَمَلِي فِيهِ اخْتِلَاطٌ مَعَ النِّسَاءِ، وَأَخْشَى مِنَ العَلَاقَاتِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ، فَمَا الحِيلَةُ؟
رقم الفتوى : 12377
 السؤال :
 2022-08-22
 485
أَنَا شَابٌّ ابْتُلِيتُ بِالعَادَةِ السِّرِّيَّةِ، وَأُرِيدُ أَنْ أَتَخَلَّصَ مِنْهَا، وَأَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، لِأَنَّهَا أَصْبَحَتْ وَبَالًا عَلَيَّ، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 12136
 السؤال :
 2021-08-29
 1596
فَتَاةٌ تَعَرَّفَ عَلَيْهَا شَابٌّ وَتَعَلَّقَ بِهَا تَعَلُّقًا شَدِيدًا، وَشَعَرَتِ الفَتَاةُ بِالخَطَأِ الفَاحِشِ التي ارَتَكَبَتْهُ مِنْ خِلَالِ صِلَتِهَا بِهِ، فَقَطَعَتِ الصِّلَةَ مَعَهُ، فَهَدَّدَهَا إِنْ لَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ فَسَوْفَ يَنْتَحِرُ، لِأَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ العَيْشَ بِدُونِهَا، فَمَاذَا تَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 11451
 السؤال :
 2021-08-12
 849
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكُمْ مِنْ أَسْبَابِ الخُشُوعِ في الصَّلَاةِ غَضُّ البَصَرِ، كَيْفَ أَفْعَلُ في زَمَنٍ كَثُرَتْ فِيهِ الكَاسِيَاتُ العَارِيَاتُ في الشَّوَارِعِ؟
رقم الفتوى : 11412

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413024344
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :