يعامل زوجته معاملة سيئة لتتنازل عن حقوقها

774 - يعامل زوجته معاملة سيئة لتتنازل عن حقوقها

05-05-2008 10642 مشاهدة
 السؤال :
زوجي يضغط علي بالمعاملة المهينة على أعصابي وتشويه سمعتي وسمعة أهلي بالكلام الملفق والغير صحيح حتى أطلب الطلاق وأتنازل له عن حقوقي الشرعية، مع أنه يحاكمني أمام الناس بأي مشكله تحصل، يطلب مني أن أعامله بالشرع وهو لا يعمل به، فهل هذا يجوز مع أنه متدين ويصلي ويحضر مجالس العلم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 774
 2008-05-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن صحَّ ما ذكرتِهِ عن زوجك، فهذا لا يجوز شرعاً، وهو نوع من أنواع الظلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث القدسي الصحيح: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرَّماً فلا تظالموا» رواه مسلم.

ولكن بالمقابل أقول:

في الغالب الأعم هذه الإساءة من الزوج للزوجة لا تأتي من فراغ، بل في الغالب الأعم يكون هناك تعدٍّ من الزوجة على حقوق الزوج، وخاصة عندما تتدخَّل المرأة في شؤون زوجها في الأمور المالية، وفي علاقاته مع أهله، أو تكون مقصِّرة في حق زوجها أو شؤون البيت وتربية الأولاد.

وأنا على يقين بأن مطالب أكثر الرجال من نسائهم هي الأمور التالية:

1ـ أن تكون محافظة على دينها وأخلاقها، وألا تتعدى حدود الله تعالى، وأن لا تتدخل فيما لا يعنيها.

2ـ أن تكون مهتمة بنفسها عند مجيء زوجها، ليشعر بالسكن النفسي، فلا يقع نظره إلا على حسن، ولا يشمّ إلا كل ريح طيب، ولا يسمع إلا كلمة حسنة.

3ـ أن تكون مهتمة بنظافة بيتها، وحسن تربية أبنائها.

فإن فعلت ذلك فإنها لا ترى إلا خيراً من زوجها بإذنه تعالى.

وفي تقديري أن القلة القليلة من الرجال هم الذين يتعدون على نسائهم، وأنا أنصحك يا أختاه:

أولاً: أن تلتزمي بهذه الأمور التي ذكرتها، وأن تصبري وتحتسبي الأمر عند الله تعالى.

ثانياً: أن تتفقدي نفسك في أيِّ معصية أنت واقعة فيها، فتوبي إلى الله تعالى من ذلك، لأن الله تعالى يقول: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]. وكوني على ثقة بأنه إذا صحَّ الإيمان والعمل الصالح فلا بد من أن يجعل الله حياتك طيبة، ألم يقل مولانا جل جلاله: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].

ثالثاً: الإكثار من الدعاء لزوجك بأن يحوِّل الله حاله إلى أحسن حال، وأن يقلب قلبه إلى ما يرضيه عنه، لأن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن، كما جاء في الحديث: «إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابِع الرحمن كقلبٍ واحدٍ يُصرِّفه حيث يشاء» رواه مسلم. فأكثري من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى في أن يصلح الله بينك وبينه.

وفي الختام أقول: لو التزم الزوجان بقول الله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228] لسعدوا بإذن الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10642 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  باب عشرة النساء

 السؤال :
 2023-12-11
 348
إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ مِنِ امْرَأَةٍ ثَانِيَةٍ، فَهَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَعْدِلَ بَيْنَهُمَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا؟
رقم الفتوى : 12847
 السؤال :
 2023-01-17
 836
رَجُلٌ يُنْفِقُ عَلَى زَوْجَتِهِ وَأَوْلَادِهِ، وَلَكِنَّهُ بَعِيدٌ عَنْهُمْ وَهَاجِرٌ لَهُمْ، وَتَطْلُبُ الزَّوْجَةُ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَيْنَ الحِينِ وَالآخَرِ، أَو يَأْخُذَهُمْ لِعِنْدِهِ، فَيَرْفُضُ، فَهَلْ مِنْ حَقِّهَا طَلَبُ الطَّلَاقِ؟
رقم الفتوى : 12360
 السؤال :
 2022-10-03
 1693
مَا حُكْمُ الرَّجُلِ الذي يَتَزَوَّجُ زَوْجَةً ثَانِيَةً، وَزَوَاجُهُ هَذَا دَمَّرَ البَيْتَ الأَوَّلَ؟
رقم الفتوى : 12219
 السؤال :
 2022-06-20
 2100
هَلْ يَجُوزُ للمَرْأَةِ أَنْ تُعَامِلَ زَوْجَهَا بِالمِثْلِ عِنْدَمَا يُسِيءُ إِلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 12030
 السؤال :
 2022-06-16
 933
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ مِنْ سَنَوَاتٍ، وَمَا رَأَتِ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهَا الزَّوْجِيَّةِ، زَوْجُهَا سَيِّئُ الأَخْلَاقِ، لِأَتْفَهِ الأَسْبَابِ يَشْتِمُ وَيَسُبُّ وَيَضْرِبُ وَيَتَلَفَّظُ بِكَلِمَاتٍ جَارِحَةٍ؛ حَيَاتُهَا مَعَهُ جَحِيمٌ، فَهَلْ تَنْصَحُونَهَا بِطَلَبِ الطَّلَاقِ؟
رقم الفتوى : 12020
 السؤال :
 2022-06-16
 655
هَلْ يَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ عِلَاجُ الزَّوْجَةِ أَمْ يَكُونُ عَلَى أَهْلِهَا؟
رقم الفتوى : 12019

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413044166
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :