قصة سيدنا يوسف أحسن القصص

7737 - قصة سيدنا يوسف أحسن القصص

09-12-2016 1008 مشاهدة
 السؤال :
هل قصة سيدنا يوسف عليه السلام هي أحسن القصص؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7737
 2016-12-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ اللهُ تعالى في صَدْرِ سُورَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾.

سُمِّيَتْ هَذِهِ السُّورَةُ العَظِيمَةُ المُبَارَكَةُ أَحْسَنَ القَصَصِ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الأَقَاصِيصِ، لِأَنَّهَا تَضَمَّنَتْ مِنَ العِبَرِ وَالحِكَمِ مَا لَمْ تَتَضَمَّنْهُ غَيْرُهَا مِنَ القَصَصِ.

فَفِي سُورَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِبَرٌ وَحِكَمٌ وَفَوَائِدُ تَصْلُحُ للدِّينِ وَالدُّنْيَا، لِجَمِيعِ شَرَائِحِ النَّاسِ مِنْ مُلُوكٍ وَمَمَالِيكَ، وَعُلَمَاءَ، وَكَيْفَ تَكُونُ الدَّعْوَةُ إلى اللهِ تعالى، وَظَالِمِينَ وَمَظْلُومِينَ، فَفِيهَا سِيرَةُ المُلُوكِ وَالمَمَالِيكِ، وَفِيهَا مَكْرُ النَّاسِ، وَفِيهَا الصَّبْرُ على الأَذَى، وَفِيهَا حُسْنُ التَّجَاوُزِ عَنِ المُسِيءِ، وَفِيهَا ذِكْرُ الحَاسِدِ وَالمَحْسُودِ وَنَتَائِجُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، وَفِيهَا ذِكْرُ الذَّنْبِ وَالعَفْوِ، وَفِيهَا ذِكْرُ المُحِبِّ وَالمَحْبُوبِ، وَفِيهَا ذِكْرُ الشَّبَابِ الصَّالِحِ، وَفِيهَا الإِغْضَاءُ وَالسَّتْرُ.

وبناء على ذلك:

فَقِصَّةُ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَحْسَنُ القَصَصِ، لِمَا تَضَمَّنَتْ مِنَ العِبَرِ وَالفَوَائِدِ لِجَمِيعِ شَرَائِحِ المُجْتَمَعَاتِ، وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ بِأَنَّ قَصَصَ القُرْآنِ  كُلَّهَا أَحْسَنُ القَصَصِ، لِأَنَّ فِيهَا العِبَرَ، كَمَا قَالَ تعالى في خِتَامِ سُورَةِ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثَاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدَىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾.

وَلَكِنْ تَمَيَّزَتْ هَذِهِ القِصَّةُ عَنْ غَيْرِهَا مِنْ سَائِرِ القَصَصِ في القُرْآنِ الكَرِيمِ، ولِأَنَّ القِصَّةَ جَاءَتِ كَامِلَةً مِنْ أَوَّلِهَا إلى آخِرِهَا في هَذِهِ السُّورَةِ العَظِيمَةِ المُبَارَكَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1008 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالقرآن الكريم

 السؤال :
 2023-02-25
 1191
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سُورَةَ الإِخْلَاصِ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 963
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾؟
 السؤال :
 2023-02-06
 931
مَا مَعْنَى قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾؟
 السؤال :
 2023-01-30
 430
يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ﴾. فَبِأَيِّ الأَمْرَيْنِ تَمَّتْ نَجَاةُ سَيِّدِنَا يُونُسَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ بَطْنِ الحُوتِ؟
 السؤال :
 2023-01-30
 458
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾؟
 السؤال :
 2022-10-03
 513
في قِصَّةِ ابْنَيْ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِنْدَمَا قَتَلَ قَابِيلُ هَابِيلَ قَالَ تعالى عَنْ قَابِيلَ القَاتِلِ: ﴿فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾. وَمِنَ المَعْلُومِ أَنَّ النَّدَمَ تَوْبَةٌ، فَلِمَاذَا كُلَّمَا قَتَلَ إِنْسَانٌ آخَرَ ظُلْمًا يَتَحَمَّلُ قَابِيلُ وِزْرَهُ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413373832
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :