الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ رَوَى أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَدْرِي أَتُبَّعٌ لَعِينٌ هُوَ أَمْ لَا، وَمَا أَدْرِي أَعُزَيْرٌ نَبِيٌّ هُوَ أَمْ لَا».
فَأَصَحُّ الأَقْوَالِ في سَيِّدِنَا العُزَيْرِ أَنَّهُ عَبْدٌ صَالِحٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ مُعَظَّمَاً عِنْدَ اليَهُودِ، وَحَفِظَ التَّوْرَاةَ، فَغَالَتْ فِيهِ اليَهُودُ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ ابْنُ اللهِ ـ تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوَّاً كَبِيرَاً ـ.
وَقَالَ بَعْضُهُم بِأَنَّهُ نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا ذَكَرَ ابْنُ كَثِيرٍ في البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ.
وبناء على ذلك:
فَنُبُوَّةُ سَيِّدِنَا عُزَيْرٍ مُخْتَلَفٌ فِيهَا، وَأَصَحُّ الأَقْوَالِ أَنَّهُ عَبْدٌ صَالِحٌ، وَهُوَ جَدٌّ كَبِيرٌ مِنْ أَجْدَادِ اليَهُودِ، وَاسْتَطَاعَ بِحِفْظِهِ للتَّوْرَاةِ أَنْ يُعِيدَ شَرِيعَةَ التَّوْرَاةِ.
وَمَا ثَبَتَ دَلِيلٌ يَدُلُّ عَلَى نُبُوَّتِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |