والده لا يزوجه

8576 - والده لا يزوجه

20-12-2017 6470 مشاهدة
 السؤال :
شاب في أوج شبابه، يريد الزواج من أجل إعفاف نفسه، ويطلب من والده أن يزوجه، فيرفض الوالد زواجه الآن، وهو في حيرة من أمره، ماذا يفعل؟ وما هي نصيحتك؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8576
 2017-12-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأُذَكِّرُ كُلَّ أَبٍ وَكُلَّ أُمٍّ إِذَا كَانَا حَرِيصَيْنِ عَلَى وَلَدِهِمَا الذي سُيُسْأَلَانِ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾. بِأَنَّ جَعْلَ العَرَاقِيلِ في زَوَاجِ الأَبْنَاءِ طَامَّةٌ كُبْرَى.

يَا أَيُّهَا الأَبُ، يَا أَيَّتُهَا الأُمُّ، هَلْ تَذْكُرَانِ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾؟ فَلِمَاذَا لَا تُزَوِّجَانِ وَلَدَكُمْا؟

يَا أَيُّهَا الأَبُ، يَا أَيَّتُهَا الأُمُّ، تَذَكَّرَا قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُمْ: المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ العَفَافَ» رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

لَقَدْ أَمَرَ اللهُ تعالى بِتَزْوِيجِ مَنْ لَا زَوْجَ لَهُ، وَوَعَدَ مَنْ أَرَادَ إِعْفَافَ نَفْسِهِ بِالعَوْنِ مِنْهُ تَبَارَكَ وتعالى، وَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لَا يُخْلِفُ المِيعَادَ.

وبناء على ذلك:

فَيَا أَيُّهَا الآبَاءُ وَالأُمَّهَاتُ، زَوِّجُوا أَوْلَادَكُمْ، وَخَاصَّةً في هَذِهِ الآوِنَةِ؛ الفَسَادُ مُـنْتَشِرٌ في البَرِّ وَالبَحْرِ، الشَّوَارِعُ تَدْعُو إلى الفَسَادِ، وَسَائِلُ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ بِشَكْلٍ عَامٍّ تَدْعُو إلى الفَسَادِ، أَجْهِزَةُ الإِعْلَامِ المَسْمُوعَةِ وَالمَرْئِيَّةِ تَدْعُو إلى الفَسَادِ، فَمَاذَا تَنْتَظِرُونَ؟

لَا تَخْشَوُا الفَقْرَ مَا دَامَتْ خَزَائِنُ اللهِ مَلْآنَةً، وَخَزَائِنُ اللهِ لَا تَنْفَدُ أَبَدَاً.

تَذَكَّرُوا سَيِّدَنَا شُعَيْبَاً وَسَيِّدَنَا مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، عِنْدَمَا قَالَ سَيِّدُنَا شُعَيْبٌ لِسَيِّدِنَا مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: ﴿إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرَاً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾. مَاذَا كَانَ يَمْلِكُ سَيِّدُنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، الذي قَالَ قَبْلَ لِقَائِهِ مَعَ سَيِّدِنَا شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾؟

تَذَكَّرُوا يَا أَيُّهَا الآبَاءُ وَالأُمَّهَاتُ، بِأَنَّ الكَثِيرَ مِنَ الشَّبَابِ فَسَقَ، وَالكَثِيرَ مِنَ النِّسَاءِ طَغَيْنَ، فَمَاذَا تَتَوَّقَّعُونَ لِأَبْنَائِكُمْ؟ هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
6470 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مشكلات الشباب

 السؤال :
 2023-12-29
 178
هَلْ مِنْ حَرَجٍ في حَدِيثِ الشَّبَابِ مَعَ الشَّابَّاتِ عَلَى أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ كِتَابَةً فَقَطْ، دُونَ صَوْتٍ وَصُورَةٍ؟
رقم الفتوى : 12881
 السؤال :
 2023-07-13
 390
أَنَا شَابٌّ في العِشْرِينَاتِ مِنْ عُمُرِي، أَعْمَلُ في مُؤَسَّسَةٍ، تَعَرَّفْتُ عَلَى فَتَاةٍ مُتَزَوِّجَةٍ، حَتَّى أَصْبَحْنَا لَا نَسْتَطِيعُ فِرَاقَ بَعْضِنَا، وَمَضَى عَلَى ذَلِكَ عَامٌ كَامِلٌ، وَأَكَادُ أَنْ أَفْقِدَ عَقْلِي مِنْ هَذِهِ الجَرِيمَةِ التي وَقَعْتُ فِيهَا، فَمَاذَا أَصْنَعُ؟
رقم الفتوى : 12643
 السؤال :
 2023-02-02
 632
أَنَا شَابٌّ أَعْمَلُ في الجَامِعَةِ، وَأَكْرَمَنِي اللهُ تعالى بِحُسْنِ الهَيْئَةِ، وَعَمَلِي فِيهِ اخْتِلَاطٌ مَعَ النِّسَاءِ، وَأَخْشَى مِنَ العَلَاقَاتِ غَيْرِ الشَّرْعِيَّةِ، فَمَا الحِيلَةُ؟
رقم الفتوى : 12377
 السؤال :
 2022-08-22
 399
أَنَا شَابٌّ ابْتُلِيتُ بِالعَادَةِ السِّرِّيَّةِ، وَأُرِيدُ أَنْ أَتَخَلَّصَ مِنْهَا، وَأَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، لِأَنَّهَا أَصْبَحَتْ وَبَالًا عَلَيَّ، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 12136
 السؤال :
 2021-08-29
 1566
فَتَاةٌ تَعَرَّفَ عَلَيْهَا شَابٌّ وَتَعَلَّقَ بِهَا تَعَلُّقًا شَدِيدًا، وَشَعَرَتِ الفَتَاةُ بِالخَطَأِ الفَاحِشِ التي ارَتَكَبَتْهُ مِنْ خِلَالِ صِلَتِهَا بِهِ، فَقَطَعَتِ الصِّلَةَ مَعَهُ، فَهَدَّدَهَا إِنْ لَمْ تَرْجِعْ إِلَيْهِ فَسَوْفَ يَنْتَحِرُ، لِأَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ العَيْشَ بِدُونِهَا، فَمَاذَا تَفْعَلُ؟
رقم الفتوى : 11451
 السؤال :
 2021-08-12
 810
لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكُمْ مِنْ أَسْبَابِ الخُشُوعِ في الصَّلَاةِ غَضُّ البَصَرِ، كَيْفَ أَفْعَلُ في زَمَنٍ كَثُرَتْ فِيهِ الكَاسِيَاتُ العَارِيَاتُ في الشَّوَارِعِ؟
رقم الفتوى : 11412

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3153
المكتبة الصوتية 4762
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 411972073
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :