الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالأُضْحِيَةُ وَاجِبَةٌ عَلَى مَنْ مَلَكَ نِصَابَاً، بِمَا يُعَادِلُ 700 غ مِنَ الفِضَّةِ، وَكَانَ مُقِيمَاً، وَشَاةٌ وَاحِدَةٌ تَكْفِيهِ، وَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُضَحِّيَ بِأَكْثَرَ مِنْ وَاحِدَةٍ.
وَكَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُ تِسْعٌ مِنَ النِّسَاءِ، وَلَمْ يُنْقَلْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِأَكْثَرَ مِنْ أُضْحِيَةٍ عَنْ ذَاتِهِ الشَّرِيفَةِ مَعَ وُجُودِ نِسَائِهِ التِّسْعَةِ، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ لَهَا مَسْكَنٌ مُسْتَقِلٌّ.
روى الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ حُمَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَايِعْهُ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «هُوَ صَغِيرٌ» فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَدَعَا لَهُ، وَكَانَ يُضَحِّي بِالشَّاةِ الوَاحِدَةِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِهِ.
وبناء على ذلك:
فَتَجِبُ عَلَيْكَ أُضْحِيَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَو كَانَتْ عِنْدَكَ زَوْجَتَانِ، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ تَسْكُنُ في مَسْكَنٍ مُسْتَقِلٍّ، وَلَكِنْ لَا حَرَجَ أَنْ تَذْبَحَ شَاتَيْنِ، في كُلِّ بَيْتٍ شَاةٌ جَبْرَاً لِخَاطِرِ نِسَائِكَ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |