الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ قَالَ بَعْضُ الفُقَهَاءِ بِأَنَّ التَّصْفِيرَ هُوَ عَادَةٌ مِنْ عَادَاتِ الجَاهِلِيَّةِ، وَقَدْ ذَمَّ اللهُ تعالى الـمُشْرِكِينَ عِنْدَمَا فَعَلُوا ذَلِكَ، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾. والمُكَاءُ لُغَةً التَّصْفِيرُ.
وبناء على ذلك:
فَالصَّفِيرُ يُكْرَهُ لِمَا فِيهِ مِنَ التَّشَبُّهِ بِأَعْمَالِ الجَاهِلِينَ، وَإِنْ كَانَ الـمُشْرِكُونَ يَجْعَلُونَ صَلَاتَهُمْ عِنْدَ البَيْتِ تَصْفِيرَاً وَتَصْفِيقَاً، فَلَا يَلِيقُ بِالمُسْلِمِ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِهِمْ في الصَّفِيرِ.
وَكَذَلِكَ لَا يَلِيقُ بِالمُسْلِمِ أَنْ يُنَادِيَ عَلَى صَاحِبِهِ بِالصَّفِيرِ. هذا، والله تعالى أعلم.