﴿قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾

9765 - ﴿قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾

19-06-2019 435 مشاهدة
 السؤال :
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9765
 2019-06-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾. خِطَابٌ مِنَ اللهِ تعالى للسَّيِّدَةِ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ عِنْدَمَا قَالَتْ لِسَيِّدِنَا جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيَّاً﴾؟ فَجَاءَ الجَوَابُ: ﴿قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرَاً مَقْضِيَّاً﴾.

وَقَوْلُهُ تعالى: ﴿هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾. هُوَ كَقَوْلِهِ تعالى في مَسْأَلَةِ البَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ: ﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾. فَكَلِمَةُ هَيِّنٍ وَأَهْوَنَ بِالنِّسْبَةِ للهِ تَبَارَكَ وتعالى لَا تُؤْخَذُ عَلَى حَقِيقَتِهَا، لِأَنَّ كَلِمَةَ هَيِّنٍ وَأَهْوَنَ، تَقْتَضِي صَعْبَاً وَأَصْعَبَ، وَهَذِهِ مِنْ صِفَاتِ المَخْلُوقِينَ؛ أَمَّا بِالنِّسْبَةِ للهِ تعالى فَلَيْسَ هُنَاكَ أَمْرٌ هَيِّنٌ عَلَيْهِ وَأَمْرٌ أَهْوَنُ، لِأَنَّ اللهَ تعالى ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئَاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾. فَمَهْمَا كَانَ هَذَا الشَّيْءُ عَظِيمَاً أَو حَقِيرَاً إِنَّمَا يَكُونُ بِكَلِمَةِ كُنْ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَاللهُ تعالى لَهُ القُدْرَةُ المُطْلَقَةُ، فَلَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ في الأَرْضِ وَلَا في السَّمَاءِ ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئَاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾. مَهْمَا كَانَ هَذَا الشَّيْءُ عَظِيمَاً أَو حَقِيرَاً.

وَلَكِنْ عِنْدَمَا خَاطَبَ الخَلْقَ خَاطَبَهُمْ حَسَبَ مَنْطِقِهِمْ، فَكَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: إِذَا كُنْتُ خَلَقْتُكُمْ مِنْ عَدَمٍ فَإِعَادَتُكُمْ أَمْرٌ هَيِّنٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

435 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 221
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1424
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 617
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1669
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1429
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 947
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413348821
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :