54ـ كلمات في مناسبات: درس فجر يوم عيد الفطر 1436 هـ

54ـ كلمات في مناسبات: درس فجر يوم عيد الفطر 1436 هـ

 

 54ـ كلمات في مناسبات: درس فجر يوم عيد الفطر 1436 هـ

﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: قُلُوبُ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ قُلُوبٌ وَجِلَةٌ خَاشِعَةٌ خَائِفَةٌ، قَالَ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾.

تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنها عن هذهِ الآيَةِ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ الَّذِي يَسْرِقُ وَيَزْنِي وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ، وَهُوَ يَخَافُ اللهَ؟

فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يُصَلِّي وَيَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ، وَهُوَ يُخَافُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ» رواه الإمام أحمد.

أيُّها الإخوة الكرام: العَبْدُ الصَّالِحُ وَجِلٌ خَائِفٌ يَخْشَى من مَكْرِ اللهِ تعالى، ويَخْشَى من سُوءِ الخَاتِمَةِ، وتَرَاهُ خَاشِعَاً دَائِمَاً بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

أيُّها الإخوة الكرام: لقد عَاتَبَ اللهُ عزَّ وجلَّ عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾.

روى الإمام مسلم عن ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: مَا كَانَ بَيْنَ إِسْلَامِنَا وَبَيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ﴾. إِلَّا أَرْبَعُ سِنِينَ.

أَمَا آنَ لِقُلُوبِنَا أَنْ تَخْشَعَ لِذِكْرِ اللهِ تعالى؟ أَمَا آنَ لِقُلُوبِنَا أَنْ تَخْشَعَ لِمَنَاهِي اللهِ تعالى؟ أَمَا آنَ لِقُلُوبِنَا أَنْ تَقِفَ عِنْدَ حُدُودِ اللهِ تعالى؟ أَمَا آنَ لِعُيُونِنَا أَنْ تَبْكِيَ من خَشْيَةِ اللهِ تعالى؟

أيُّها الإخوة الكرام: مَا خَلا قَلْبٌ من الخَوْفِ والخَشْيَةِ إلا وقَادَهُ الشَّيْطَانُ إلى كُلِّ فِتْنَةٍ وهَوَىً، ومَا مُلِئَ قَلْبٌ بالخَوْفِ من اللهِ تعالى إلا ودَلَّهُ الخَوْفُ على كُلِّ خَيْرٍ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ.

قِيلَ للحَسَنِ البَصْرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: يَا أَبَا سَعِيدٍ، كَيْفَ نَصْنَعُ؟ نُجَالِسُ أَقْوَامَاً يُخَوِّفُونَا حَتَّى تَكَادُ قُلُوبَنَا تَطِيرُ.

فَقَالَ: واللهِ إِنَّكَ إِنْ تُخَالِطْ أَقْوَامَاً يُخَوِّفُونَكَ حَتَّى يُدْرِكَكَ أَمْنٌ، خَيْرٌ لَكَ من أَنْ تَصْحَبَ أَقْوَامَاً يُؤَمِّنُونَكَ حَتَّى يُدْرِكَكَ الخَوْفُ.

آكِلُ السُّحْتِ:

أيُّها الإخوة الكرام: من خِلالِ قَوْلِ اللهِ عزَّ وجلَّ: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾. أَقُولُ: من الحَقِّ الذي نَزَلَ قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَتَرَى كَثِيرَاً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: أَخْرَجَ أَبُو داود عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ شَفَعَ لِأَخِيهِ بِشَفَاعَةٍ فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً عَلَيْهَا فَقَبِلَهَا فَقَدْ أَتَى بَابَاً عَظِيمَاً مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا». هذا إذا كَانَتِ الشَّفَاعَةُ وَاجِبَةً في حَقِّ الشَّفِيعِ لِرَفْعِ الظُّلْمِ عَن المَشْفُوعِ لَهُ، أو كَانَتْ حَرَامَاً في حَقِّ الشَّفِيعِ لإثْبَاتِ بِاطِلٍ للمَشْفُوعِ لَهُ.

وأَخْرَجَ الإمام أحمد والترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ.

ويَقُولُ بَلْتَعَةُ بْنُ الْوَرْدِ: لَوْ قُمْتَ قِيَامَ السَّارِيَةِ مَا نَفَعَكَ، حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَدْخُلُ في بَطْنِكَ.

أيُّها الإخوة الكرام: لَمَّا ضَعُفَ اليَقِينُ، وقَلَّتِ المُرَاقَبَةُ للهِ تعالى، خَلَّطَ النَّاسُ ولَمْ يَسْتَوْثِقُوا، وهذا مِصْدَاقُ مَا أَخْبَرَ بِهِ المَعْصُومُ الصَّادِقُ الأَمِينُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَ أَخَذَ الْمَالَ، أَمِنْ حَلَالٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

أَلَمْ يَأْنِ للذينَ آمَنُوا أَنْ يَتْرُكُوا أَكْلَ الحَرَامِ، وخَاصَّةً الرِّشْوَةَ؟

الظُّلْمُ سَبَبُ هَلاكِ الأُمَمِ:

أيُّها الإخوة الكرام: من خِلالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾. أَقُولُ: من الحَقِّ الذي نَزَلَ قَوْلُهُ تعالى: ﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: من الأَسْبَابِ التي تُحِلُّ العَذَابَ في الأُمَمِ اسْتِضْعَافُ العِبَادِ وظُلْمُهُم، قَالَ تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدَاً﴾.

لقد حَكَى اللهُ تعالى عَن مَصَارِعِ الأُمَمِ الظَّالِمَةِ الطَّاغِيَةِ كَقَوْمِ عَادٍ وثَمُودَ وفِرْعَوْنَ، فَقَالَ تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾.

أَلَمْ يَأْنِ للذينَ آمَنُوا أَنْ يَتْرُكُوا الظُّلْمَ؟

لِبَاسُ التَّقْوَى:

أيُّها الإخوة الكرام: من خِلالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾. أَقُولُ: من الحَقِّ الذي نَزَلَ قَوْلُهُ تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسَاً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشَاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: لِبَاسُ التَّقْوَى يَسْتُرُ العَبْدَ فلا يَبْلَى ولا يَبِيدُ، وهوَ جَمَالُ الرُّوحِ والقَلْبِ، وخَشْيَةُ اللهِ تعالى في السِّرِّ والعَلَنِ.

لهذا كَانَ لِزَامَاً على الشَّبَابِ والشَّابَّاتِ أَنْ تَكُونَ ثِيَابُهُم ثِيَابَ أَهْلِ التَّقْوَى، لا ثِيَابَ أَهْلِ النَّارِ، وخَاصَّةً بالنِّسْبَةِ للنِّسَاءِ.

روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا».

وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الشَّبَابُ، اِجْعَلُوا ثِيَابَكُمْ ثِيَابَ أَهْلِ التَّقْوَى، لا تَلْبَسُوا البَنَاطِيلَ الضَّيِّقَةَ، ولا تَتَشَبَّهُوا بِثِيَابِ غَيْرِ المُسْلِمِينَ، روى الإمام أحمد وأبو داود عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ».

أَلَمْ يَأْنِ للذينَ آمَنُوا أَنْ يَلْبَسُوا ثِيَابَ التَّقْوَى؟

نَقْضُ العَهْدِ:

أيُّها الإخوة الكرام: من خِلالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾. أَقُولُ: من الحَقِّ الذي نَزَلَ قَوْلُهُ تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظَّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: أَرْبَعُ مَصَائِبَ تُصِيبُ العَبْدَ في نَقْضِهِ للعَهْدِ بَيْنَهُ وبَيْنَ اللهِ تعالى إذا أَصَرَّ على ذلكَ ومَاتَ على ذلكَ:

الأُولَى: تُصَبُّ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ ﴿لَعَنَّاهُمْ﴾. مِثَالٌ على ذلكَ، قَوْلُهُ تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾. وقَوْلُهُ تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾.

الثَّانِيَةُ: يُصْبِحُ قَلْبُهُ قَاسِيَاً ﴿وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾. ومَن قَسَا قَلْبُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ الذُّنُوبُ، روى الإمام البخاري عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ؛ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا.

ومَن قَسَا قَلْبُهُ لا يَرْحَمُ، ومَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ.

الثَّالِثَةُ: يَتَلاعَبُ بالأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ﴾. فَيُحِلُّ مَا حَرَّمَ اللهُ، ويُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ عزَّ وجلَّ.

الرَّابِعَةُ: نِسْيَانُ العِلْمِ ﴿وَنَسُوا حَظَّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾. ومَن نَسِيَ العِلْمَ نَسِيَ العَمَلَ.

أَلَمْ يَأْنِ للذينَ آمَنُوا أَنْ يُوفُوا بالعَهْدِ الذي بَيْنَهُم وبَيْنَ اللهِ تعالى؟

فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ:

أيُّها الإخوة الكرام: من خِلالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾. أَقُولُ: من الحَقِّ الذي نَزَلَ قَوْلُهُ تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤَاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾.

روى الحاكم عن عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ الْهُنَائِيَّ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللهِ عزَّ وجلَّ: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾.

فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَمَّا السَّابِقُ فَمَن مَضَى في حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَشَهِدَ لَهُ بالحياة وَالرِّزْقِ، وَأَمَّا الْمُقْتَصِدُ فَمَنِ اتَّبَعَ آثَارَهُم فَعَمِلَ بِأَعْمَالِهِم حَتَّى يَلْحَقَ بِهِمْ، وَأَمَّا الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ فَمِثْلِي وَمِثْلُكَ، وَمَن اتَّبَعَنَا وَكُلٌّ في الجَنَّةِ.

أيُّها الإخوة الكرام: هَلْ قَدَّرْنَا نِعْمَةَ الاصْطِفَاءِ هذهِ أَمْ لا؟ هَلْ قَدَّرْنَا نِعْمَةَ اللهِ تعالى عَلَيْنَا بِأَنْ جَعَلَنَا من أُمَّةِ القُرْآنِ أَمْ لا؟

أَلَمْ يَأْنِ للذينِ آمَنُوا أَنْ يُسَابِقُوا بالخَيْرَاتِ قَبْلَ نِهَايَةِ الأَجَلِ؟

﴿وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾:

أيُّها الإخوة الكرام: من خِلالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾. أَقُولُ: من الحَقِّ الذي نَزَلَ قَوْلُهُ تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾؟

الرَّحِمُ، ومَا أَدْرَاكَ مَا الرَّحِمُ، آهٍ من تَقْطِيعِ الأَرْحَامِ في هذا الزَّمَانِ، هُنَاكَ مَن يَقْطَعُ رَحِمَ أَبِيهِ وأُمِّهِ، وأُخْتِهِ وأَخِيهِ، وعَمِّهِ وعَمَّتِهِ، هُنَاكَ قَاطِعٌ للرَّحِمِ وهوَ من الصَّائِمِينَ المُصَلِّينَ الذينَ حَفِظُوا هذهِ الآيَةَ الكَرِيمَةَ، ولَكِنَّ الشَّيْطَانَ زَيَّنَ لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ.

روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَجُلَاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ.

فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِن اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ».

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: الإِيمَانُ قَوْلٌ واعْتِقَادٌ وعَمَلٌ، قَوْلُ باللِّسَانِ، وتَصْدِيقٌ بالجَنَانِ، وعَمَلٌ بالجَوَارِحِ والأَرْكَانِ، وهوَ يَزِيدُ بالطَّاعَاتِ، ويَنْقُصُ بالمَعَاصِي والمُنْكَرَاتِ والزَّلَّاتِ والعِصْيَانِ.

إذا تَرَاكَبَتْ سُحُبُ المَعَاصِي على القَلْبِ حَجَبَتْ نُورَ الإِيمَانِ، فلا بُدَّ من تَعَهُّدِ القَلْبِ، لا بُدَّ من تَجْدِيدِ الإِيمَانِ، لا بُدَّ من الخَشْيَةِ من اللهِ تعالى.

أيُّها الإخوة الكرام: اُنْظُرُوا فَارُوقَ الأُمَّةِ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، لَمَّا وُضِعَ على فِرَاشِ المَوْتِ دَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ وَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَئِنْ كَانَ ذَاكَ، لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَهُ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَهُ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ صَحَبَتَهُمْ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُمْ، وَلَئِنْ فَارَقْتَهُمْ لَتُفَارِقَنَّهُمْ وَهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ.

قَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَرِضَاهُ، فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِن اللهِ تَعَالَى مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ أَبِي بَكْرٍ وَرِضَاهُ، فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِن اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا تَرَى مِنْ جَزَعِي، فَهُوَ مِنْ أَجْلِكَ وَأَجْلِ أَصْحَابِكَ، واللهِ لَوْ أَنَّ لِي طِلَاعَ الْأَرْضِ ذَهَبَاً لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ أَرَاهُ. رواه الإمام البخاري.

أيُّها الإخوة الكرام: وانْظُرُوا إلى سَيِّدِنَا مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، الذي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا مُعَاذُ، واللهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ» رواه الحاكم وأَبُو داود عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

عِنْدَمَا ابْتُلِيَ بِطَاعُونِ الشَّامِ، ونَامَ على فِرَاشِ المَوْتِ، وهوَ لَمْ يَبْلُغِ الثَّالِثَةَ والثَّلاثِينَ من عُمُرِهِ يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: اُنْظُرُوا أَصْبَحْنَا؟

فَقِيلَ: لَمْ نُصْبِحْ.

حَتَّى أُتِيَ فَقِيلَ: أَصْبَحْنَا.

فَقَالَ: أَعُوذُ باللهِ من لَيْلَةٍ صَبَاحُهَا إلى النَّارِ! مَرْحَبَاً بالمَوْتِ، مَرْحَبَاً زَائِرَ حَبِيبٍ جَاءَ على فَاقَةٍ! اللَّهُمَّ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَخَافُكَ، وَأَنَا اليَوْمَ أَرْجُوكَ، إِنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الدُّنْيَا وَطُولَ البَقَاءِ فِيهَا لِكَرْيِ الأَنْهَارِ، ولا لِغَرْسِ الأَشْجَارِ، وَلَكِنْ لِظَمَإِ الهَوَاجِرِ، وَمُكَابَدَةِ السَّاعَاتِ، وَمُزَاحَمَةِ العُلَمَاءِ بِالرُّكَبِ عِنْدَ حِلَقِ الذِّكْرِ.

أيُّها الإخوة الكرام: وانْظُرُوا إلى الإمامِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، عِنْدَمَا وَقَعَ على فِرَاشِ المَوْتِ، قِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟

قَالَ: أَصْبَحْتُ من الدُّنيَا رَاحِلَاً، وللإخْوَانِ مُفَارِقَاً، وَلِسُوءِ عَمَلِي مُلَاقِيَاً، وَلِكَأْسِ المَنِيَّةِ شَارِبَاً، وَعَلَى اللهِ وَارِدَاً، فَلَا أَدْرِي أَرُوحِي تَصِيرُ إلى الجَنَّةِ فَأُهَنِّيهَا، أمْ إلى النَّارِ فَأُعَزِّيهَا؛ ثمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:

وَلَمَّا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَـذَاهِـبِـي    ***   جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِك سُلَّمَا

تَـعَـاظَـمَـنِي ذَنْـبِـي فَـلَـمَّا قَرَنْـتُـهُ   ***   بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَفْوُكَ أَعْـظَـمَا

وَمَازِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَن الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ    ***   تَجُـودُ وَتَـعْـفُـو مِـنَّـةً وَتَكَرُّمَـا

نَسْأَلُ اللهَ تعالى الخَشْيَةَ في السِّرِّ والعَلَنِ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الجمعة: 1/شوال/1436هـ، الموافق: 17/تموز/ 2015م

الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  كلمات في مناسبات

28-09-2023 636 مشاهدة
141ـ كلمات في مناسبات: عذرًا يا سيدي يا رسول الله

لقد كُنتَ حَرِيصَاً عَلَينَا أَشَدَّ الحِرْصِ، بِشَهَادَةِ مَولانَا عزَّ وجلَّ القَائِلِ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾. وبِشَهَادَتِكُم عِندَمَا ... المزيد

 28-09-2023
 
 636
07-03-2023 658 مشاهدة
140ـ كلمات في مناسبات: إجابة الدعاء معلقة بالاستجابة لله تعالى

عِنْدَمَا تَنْزِلُ المِحَنُ، وَتَشْتَدُّ الخُطُوبُ، وَتَتَوَالَى الكُرُوبُ، وَتَعْظُمُ الرَّزَايَا، وَتَتَابَعُ الشَّدَائِدُ، لَنْ يَكُونَ أَمَامَ المُسْلِمِ إِلَّا أَنْ يَلْجَأَ إلى اللهِ تعالى وَيَلُوذَ بِجَانِبِهِ، وَيَضْرَعَ إِلَيْهِ ... المزيد

 07-03-2023
 
 658
28-09-2022 628 مشاهدة
1- المحبة محبتان

مَعَ بِدَايَةِ شَهْر رَبِيعٍ الأَوَّلِ، أُهَنِّئُ نَفْسِي وَإِيَّاكُمْ بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَنْ جَعَلَنَا اللهُ تعالى حَظَّهُ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ، ... المزيد

 28-09-2022
 
 628
09-07-2022 523 مشاهدة
138ـ كلمات في مناسبات: درس فجر عيد الأضحى المبارك 1443 هـ شعيرة الأضحية

هَذَا اليَوْمُ هُوَ خِتَامُ الأَيَّامِ العَشْرِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ... المزيد

 09-07-2022
 
 523
08-07-2022 455 مشاهدة
137ـ كلمات في مناسبات: يوم عرفة يوم الغفران

يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ أَكْمَلَ اللهُ تعالى فِيهِ الدِّينَ، قَالَ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾. يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ الغُفْرَانِ، وَالعِتْقِ مِنَ النِّيرَانِ، ... المزيد

 08-07-2022
 
 455
02-05-2022 542 مشاهدة
136ـ كلمات في مناسبات: درس فجر يوم عيد الفطر 1443هـ

اليَوْمَ هُوَ يَوْمُ الجَائِزَةِ، سَبَقَ فِيهِ أَقْوَامٌ فَفَازُوا، وَتَخَلَّفَ آخَرُونَ فَخَابُوا، اليَوْمَ فَازَ المُحْسِنُونَ، وَخَسِرَ المُسِيئُونَ، وَغَدًا تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ، وَيَحْصُدُ الزَّارِعُونَ مَا زَرَعُوا، إِنْ ... المزيد

 02-05-2022
 
 542

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3154
المكتبة الصوتية 4763
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412021991
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :