46ـ مع الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم :ما أبردها على الكبد

46ـ مع الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم :ما أبردها على الكبد

.

مع الصحابة و آل البيت رَضِيَ اللهُ عَنهُم

46ـ ما أبردها على الكبد

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: نَحْنُ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ اليَوْمَ إلى العَوْدَةِ إلى كِتَابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وَإلى أَنْ نَقْرَأَ القُرْآنَ العَظِيمَ قِرَاءَةَ تَدَبُّرٍ وَتَأَمُّلٍ وَتَفَكُّرٍ، وأَنْ لا نَمُرَّ على الآيَاتِ الكَرِيمَاتِ بِدُونِ اعْتِبَارٍ.

أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد عَابَ اللهُ تعالى على النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَخَاصَّةً في دِينِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وَقَد ذَمَّهُمُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ، وعلى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّ القَائِلَ بِلا عِلْمٍ ضَالٌّ وَمُضِلٌّ، ولا يَهْدِي إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، بَلْ هُوَ فاسِدٌ ومُفْسِدٌ، ولا يُصْلِحُ.

أيُّها الإخوة الكرام: مَا أَجْمَلَ المَرْءَ عِنْدَمَا يَقُولُ: لا أَعْلَمُ، ولا أَدْرِي، لما لا يَعْلَمُ ولا يَدْرِي، وهذا لَيْسَ عَيْبَاً ولا نَقْصَاً في عِلْمِهِ وَقَدْرِهِ، بَلْ هُوَ من تَمَامِ العِلْمِ، لَمَّا سَأَلَ اللهُ تعالى الأَنْبِيَاءَ والمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ يَوْمَ القِيَامَةِ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾. أَيْ: تَعْلَمُ الظَّاهِرَ والبَاطِنَ، الحَاضِرَ والغَائِبَ، وَتَعْلَمُ الأَشْيَاءَ قَبْلَ وُجُودِهَا، وَأَثْنَاءَ وُجُودِهَا، وَبَعْدَ وُجُودِهَا.

وَلَـمَّا سَأَلَ اللهُ تعالى المَلائِكَةَ الكِرَامَ عَن أَسْمَاءِ الأَشْيَاءِ، فَلَمْ تَسْتَحِ المَلائِكَةُ من رَدِّ عِلْمِ المَجْهُولِ إلى عَالِمِهِ، قَالَ تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْـمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾.

المُعَلِّمُ الأَوَّلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

أيُّها الإخوة الكرام: لَقَد كَانَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يُعَلِّمُ الأُمَّةَ أَنْ تَقُولَ لَمَا لا تَعْلَمُ: لا أَعْلَمُ.

روى الشِّعْبِيُّ عَن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّهُ خَرَجَ عَلَيْهِم وَهُوَ يَقُولُ: مَا أَبْرَدَهَا على الكَبِدِ.

فَقِيلَ لَهُ: وَمَا ذَلِكَ؟

قَالَ: أَنْ تَقُولَ للشَّيْءِ لا تَعْلَمُهُ: اللهُ أَعْلَمُ.

أيُّها الإخوة الكرام: هَكَذَا يَكُونُ العُلَمَاءُ الذينَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ، هَكَذَا كَانَ آلُ بَيْتِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذينَ تَرَبَّوْا في بَيْتِ النُّبَوَّةِ، لَقَد تَرَبَّى سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ على أَنَّ العِلْمَ سَاحِلٌ لا بَحْرَ لَهُ، لا يُحِيطُ بِهِ إلا مَن وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمَاً، جَلَّ جَلالُهُ.

أيُّها الإخوة الكرام: البَشَرُ كُلُّ البَشَرِ بِدُونِ اسْتِثْنَاءٍ بِضَاعَتُهُم في العِلْمِ أَمَامَ عِلْمِ اللهِ تعالى قَلِيلَةٌ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلَاً﴾.

وَإِذَا كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ فلا عَيْبَ ولا عَارَ أَنْ يَقُولَ المُعَلِّمُ والعَالِمُ والشَّيْخُ والمُرَبِّي والأَبُ والمُدِيرُ والحَاكِمُ: لا أَدْرِي، إِذَا سُئِلَ عَن مَسْأَلَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عِلْمٌ فِيهَا.

يَقُولُ الماورديُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: فَإِذَا لَمْ يَكُنْ إلى الإِحَاطَةِ بالعِلْمِ سَبِيلٌ، فلا عَارَ أَنْ يُجْهَلَ بَعْضُهُ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ في جَهْلِ بَعْضِهِ عَارٌ، لَمْ يُقْبَحْ بِهِ أَنْ يَقُولَ: لا أَعْلَمُ، فِيمَا لَيْسَ يَعْلَمُ.

أيُّها الإخوة الكرام: القُبْحُ كُلُّ القُبْحِ، أَنْ يُوهِمَ الإِنْسَانُ النَّاسَ وَيُدَلِّسَ عَلَيْهِم بِكَلامٍ خَاطِئٍ مَغْلُوطٍ، عِنْدَمَا يُسْأَلُ عَمَّا لا يَعْلَمُ، لِأَنَّهُ سَوْفَ يُفْضَحُ عَاجِلاً أَمْ آجِلاً.

أيُّها الإخوة الكرام: اُنْظُرُا إلى المُعَلِّمِ الأَوَّلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذي عَلَّمَهُ اللهُ تعالى مَا لَمْ يَعْلَمْ، وَكَانَ فَضْلُهُ عَلَيْهِ عَظِيمَاً، لَقَد كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِمَا لا يَعْلَمُ: لا أَعْلَمُ، حَتَّى يَأْتِيَهُ الوَحْيُ من اللهِ تعالى، وَلَمْ يَمْنَعْهُ من ذَلِكَ قَوْلُ حَاسِدٍ أَو مُنَافِقٍ، فَتَأَمَّلُوا ذَلِكَ وَتَدَبَّرُوهُ، حَتَّى يَهُونَ عَلَيْكُم قَوْلُ: لا أَعْلَمُ.

أولاً: «لَا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ»:

أيُّها الإخوة الكرام: سَيِّدُ المَخْلُوقَاتِ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: لا أَدْرِي، وَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمُ خَلْقِ اللهِ تعالى على الإِطْلاقِ.

روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، جَاءَ يَهُودِيٌّ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، ضَرَبَ وَجْهِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ.

فَقَالَ: «مَنْ؟».

قَالَ: رَجُلٌ مِن الْأَنْصَارِ.

قَالَ: «ادْعُوهُ».

فَقَالَ: «أَضَرَبْتَهُ؟».

قَالَ: سَمِعْتُهُ بِالسُّوقِ يَحْلِفُ وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ؛ قُلْتُ: أَيْ خَبِيثُ، عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ ضَرَبْتُ وَجْهَهُ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (يَفْزَعُونَ) فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ، أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الْأُولَى».

أيُّها الإخوة الكرام: لا تَتَكَلَّمُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، لا فِي أُمُورِ الدُّنْيَا، ولا في أُمُورِ الدِّينِ، وَاطْلُبُوا العِلْمَ من مَصَادِرِهِ، فَلَيْسَ بِعَيْبٍ ولا عَارٍ أَنْ يَقُولَ أَحَدُنَا عَن مَسْأَلَةٍ: لا أَعْلَمُ؛ وَتَذَكَّرُوا قَوْلَ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَا أَبْرَدَهَا على الكَبِدِ.

ثانياً: أَيُّ البِقَاعِ خَيْرٌ؟

أيُّها الإخوة الكرام: صَدَقَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ بِقَوْلِهِ: مَا أَبْرَدَهَا على الكَبِدِ؛ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، لِأَنَّ أَمِينَ وَحْيِ السَّمَاءِ، وَأَمَينَ وَحْيِ الأَرْضِ، قَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا: لا أَدْرِي.

روى الإمام الحاكم عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ البِقَاعِ خَيْرٌ؟

فَقَالَ: «لا أَدْرِي».

فَقَال : أَيُّ البِقَاعِ شَرٌّ؟

فَقَالَ: «لا أَدْرِي».

فَقَالَ: سَلْ رَبَّكَ.

قَالَ: فَلَمَّا نَزَلَ جِبْرِيلُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي سُئِلْتُ: أَيُّ البِقَاعِ خَيْرٌ؟ وأَيُّ البِقَاعِ شَرٌّ؟ فَقُلْتُ: لا أَدْرِي».

فَقَالَ جِبْرِيلُ: وَأَنَا لا أَدْرِي، حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي.

قَالَ: فَانْتَفَضَ جِبْرِيلُ انْتِفَاضَةً كَادَ أَنْ يُصْعَقَ مِنْهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَ اللهُ: يَا جِبْرِيلُ، يَسْأَلُكَ مُحَمَّدٌ: أَيُّ البِقَاعِ خَيْرٌ؟ فَقُلْتَ: لا أَدْرِي، فَسَأَلَكَ: أَيُّ البِقَاعِ شَرٌّ؟ فَقُلْتَ: لا أَدْرِي، وَإِنَّ خَيْرَ البِقَاعِ المَسَاجِدُ، وَشَرَّ البِقَاعِ الأَسْوَاقُ.

ثالثاً: «مَا الْـمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِن السَّائِلِ»:

أيُّها الإخوة الكرام: لِنُقِرَّ بِجَهْلِنَا، وَلْنَعْتَرِفْ بِذَلِكَ، لَعَلَّ اللهَ تعالى أَنْ يُعَلِّمَنَا، وَلْنَكُنْ عل حَذَرٍ من أَنْ نَقُولَ في دِينِ اللهِ تعالى خَاصَّةً مَا لا نَعْلَمُ، هذا سَيِّدُنَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ هذا سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَيُجِيبُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

أيُّها الإخوة الكرام: سَأَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَن الإِسْلامِ، فَأَجَابَهُ، وَسَأَلَهُ عَن الإِيمَانِ، فَأَجَابَهُ، وَسَأَلَهُ عَن الإِحْسَانِ، فَأَجَابَهُ، وَعِنْدَمَا سَأَلَهُ عَن السَّاعَةِ، أَجَابَهُ  بِمَا مَعنَاهُ لا أَدْرِي، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ جِبْرِيلُ للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: فَأَخْبِرْنِي عَن السَّاعَةِ.

قَالَ: «مَا الْـمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِن السَّائِلِ».

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: رَحِمَ اللهُ عَبْدَاً عَرَفَ حَدَّهُ فَوَقَفَ عِنْدَهُ، لا تَتَجَرَّؤُوا على الفَتْوَى، لا تَتَكَلَّمُوا بِدُونِ عِلْمٍ، تَذَكَّرُوا قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾.

قُولُوا لِمَا لا تَعْلَمُوهُ: لا نَعْلَمُ، فهذا سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَقُولُ: مَا أَخَذَ اللهُ العَهْدَ على أَهْلِ الجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا، حَتَّى أَخَذَ على أَهْلِ العِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.

وَيَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَيْسَ الخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ، وَلَكِنَّ الخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ، وَيَعْظُمَ حِلْمُكَ، وَأَنْ تُبُاهِيَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ، فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللهَ، وَإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللهَ، ولا خَيْرَ في الدُّنْيَا إلا أَحَدُ رَجُلَيْنِ، رَجُلٌ أَذْنَبَ ذَنْبَاً فَهُوَ تَدَارَكَ ذَلِكَ بِتَوْبَةٍ، أَو رَجُلٌ يُسَارِعُ في الخَيْرَاتِ؛ ولا يَقِلُّ عَمَلٌ في تَقْوَى، وَكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ؟

نَسْأَلُكَ يَا رَبَّنَا عِلْمَاً نَافِعَاً، وَرِزْقَاً وَاسِعَاً، وَشِفَاءً من كُلِّ دَاءٍ، وَوَفِّقْنَا لِأَنْ نَقِفَ عِنْدَ حَدِّنَا. آمين.

**        **      **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 6/ ربيع الأول /1437هـ، الموافق: 17/كانون الأول/ 2015م

الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مع الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم

13-03-2020 1396 مشاهدة
170ـ موقف الفاروق رضي الله عنه من شارب الخمر

نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى الوُقُوفِ أَمَامَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ... المزيد

 13-03-2020
 
 1396
13-02-2020 1958 مشاهدة
169ـ هكذا كان أبو الدرداء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

الحِرْصُ عَلَى الذُّرِّيَّةِ وَالأَوْلَادِ مَطْلَبٌ مِنْ مَطَالِبِ الشَّرِيعَةِ، لِأَنَّ الأَبَوَيْنِ مَسْؤُولَانِ عَنِ الذُّرِّيَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارَاً وَقُودُهَا النَّاسُ ... المزيد

 13-02-2020
 
 1958
23-01-2020 2594 مشاهدة
168ـ إسلام أبي الدرداء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

إِنَّ اللهَ تعالى سَيَسْأَلُ عَنْ صُحْبَةِ سَاعَةٍ، فَهَلِ الوَاحِدُ مِنَّا حَرِيصٌ عَلَى صَاحِبِهِ يُذَكِّرُهُ بِاللهِ تعالى؟ لِأَنَّ الذي يَصْطَفي لِنَفْسِهِ صَاحِبَاً فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى حُبِّهِ لِصَاحِبِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ صَاحِبَهُ في ... المزيد

 23-01-2020
 
 2594
16-01-2020 990 مشاهدة
167ـ الزبير نموذج للغني المسلم

لَقَدْ طَبَعَ اللهُ تعالى الإِنْسَانَ عَلَى حُبِّ المَالِ، وَجَعَلَهُ مِنِ زِينَةِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، قَالَ تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابَاً وَخَيْرٌ ... المزيد

 16-01-2020
 
 990
09-01-2020 1329 مشاهدة
166ـ حب سيدنا الزبير رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

إِنَّ حُبَّ اللهِ تعالى، وَحُبَّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يُعْطِيَانِ للإِنْسَانِ الكَمَالَ وَالشَّرَفَ وَالعِزَّةَ وَالرِّفْعَةَ وَالمَكَانَةَ، بَلْ يُعْطِيَانِ الُمؤْمِنَ القُدْرَةَ ... المزيد

 09-01-2020
 
 1329
03-01-2020 1025 مشاهدة
165ـ صاحب رسول الله منذ أن بعث

زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَعُدَّةُ الزَّمَانِ بَعْدَ اللهِ تعالى الشَّبَابُ النَّاشِؤُونَ في طَاعَةِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، الذينَ تَكَادُ أَنْ لَا تَعْرِفَ لَهُمْ زَلَّةً، أَو تُعْهَدَ عَنْهُمْ صَبْوَةٌ، الذينَ يَتَسَابَقُونَ في مَيَادِينِ ... المزيد

 03-01-2020
 
 1025

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413618716
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :