دروس رمضانية 1438هـ
2ـ شهر رمضان عون من الله تعالى لنا
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنْ تَمَامِ فَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا أَنْ خَصَّنَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، وَجَعَلَ فِيهِ خُصُوصِيَّاتٍ لَمْ تَكُنْ في غَيْرِهِ مِنَ الأَشْهُرِ، وَهَذِهِ الخُصُوصِيَّاتُ التي فِيهِ هِيَ عَوْنٌ لَنَا عَلَى سُلُوكِ الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ الذي يُوصِلُنَا إلى المَعِيَّةِ مَعَ الذينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ.
مِنْ خُصُوصِيَّاتِ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الـشَّرِّ أَقْـصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ». فَمِنْ خُصُوصِيَّاتِ هَذَا الشَّهْرِ المُبَارَكِ أَنَّ الشَّيَاطِينَ وَمَرَدَةَ الجِنِّ تُصَفَّدُ وَتُقَيَّدُ فِيهِ، وَهَذِهِ الخَاصِّيَّةُ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا.
عَدَاوَةُ الشَّيْطَانِ للإِنْسَانِ مُحْكَمَةٌ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الشَّيْطَانَ عَدُوٌّ لِلإِنْسَانِ، وَعَدَاوَتُهُ مُحْكَمَةٌ لَا تَتَحَوَّلُ وَلَا تَزُولُ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ عَنْ عَدَاوَتِهِ لَنَا بِقَوْلِهِ: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوَّاً﴾.
يَقُولُ العُلَمَاءُ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: إِنَّهَا تَضَمَّنَتْ خَبَرَاً وَأَمْرَاً، فَأَمَّا الخَبَرُ فَهُوَ قَوْلُهُ تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ﴾. وَهَذَا الخَبَرُ مِنَ اللهِ تعالى لَا يَقْبَلُ النَّسْخَ وَلَا التَّغْيِيرَ وَلَا التَّبْدِيلَ، وَأَمَّا الأَمْرُ فَهُوَ قَوْلُهُ تعالى: ﴿فَاتَّخِذُوهُ عَدُوَّاً﴾. وَلَا يَلِيقُ بِالإِنْسَانِ المُؤْمِنِ أَنْ يَتَّخِذَهُ لِنَفْسِهِ وَلِيَّاً، أَو أَنْ يُصْغِي إِلَيْهِ، لِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى عَاتَبَ عِبَادَهُ عِتَابَ لُطْفٍ، فَقَالَ: ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلَاً﴾ .وَيَقُولُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيم﴾.
كُنْ يَا عَبْدَ اللهِ مُمْتَثِلَاً أَمْرَ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ، وَاحْذَرْ امْتِثَالَ أَمْرِ الشَّيْطَانِ، لِأَنَّ الشَّيْطَانَ يُرِيدُ إِلْقَاءَ العَدَاوَةِ وَالبَغْضَاءِ بَيْنَ العِبَادِ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ هَذِهِ الحَقِيقَةِ بِقَوْلِهِ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ﴾. وَإِذَا وَقَعَتِ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ بَيْنَ العِبَادِ ارْتَكَبُوا المُوبِقَاتِ مِنْ قَتْلِ نَفْسٍ، وَإِزْهَاقِ أَرْوَاحٍ، وَهَضْمٍ للحُقُوقِ، وَإِشْعَالٍ لِنَارِ الفِتَنِ بَيْنَ النَّاسِ، وَبِذَلِكَ يَتَحَقَّقُ للشَّيْطَانِ مَا يُرِيدُ، حَيْثُ يَكُونُ هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ، لِأَنَّ الشَّيْطَانَ يُرِيدُ هَذَا لابْنِ آدَمَ، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوَّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾.
هَلْ عَرَفَتِ الأُمَّةُ هَذِهِ الحَقِيقَةَ؟
أيها الإخوة الكرام: هَلْ عَرَفَتِ الأُمَّةُ هَذِهِ الحَقِيقَةَ؟ هَلْ عَرَفَ الرَّاعِي وَالرَّعِيَّةُ هَذِهِ الحَقِيقَةَ؟ هَلْ عَرَفَ الحَاكِمُ وَالمَحْكُومُ هَذِهِ الحَقِيقَةَ؟ حَقِيقَةٌ لَا مَجَالَ لِإِنْكَارِهَا ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ﴾.
وَعِنْدَمَا غَفَلَتِ الأُمَّةُ عَنْ هَذِهِ الحَقِيقَةِ أَوْقَعَ الشَّيْطَانُ نَارَ العَدَاوَةِ بَيْنَ النَّاسِ، وَخَاصَّةً بَيْنَ الحَاكِمِ وَالمَحْكُومِ، بَيْنَ الرَّاعِي وَالرَّعِيَّةِ، وَوَقَعَتِ الآثَامُ، وَسُفِكَتُ الدِّمَاءُ، وَهُتِكَتِ الأَعْرَاضُ، وَضُيِّعَتِ الحُقُوقُ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَا مِنْ عَبْدٍ خَلَقَهُ اللهُ تعالى إِلَّا وَلَهُ شَيْطَانٌ، كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ».
قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: «وَإِيَّايَ، إِلا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ» رواه الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
هَلْ سَمِعْتَ هَذَا أَيُّهَا الحَاكِمُ وَالمَحْكُومُ؟ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لَهُ شَيْطَانٌ، فَهَلْ وَافَقْنَاهُ أَمْ خَالَفْنَاهُ؟ نَعَمْ لَقَدْ سُلِّطَتْ عَلَيْنَا شَيَاطِينُ الإِنْسِ وَالجِنِّ، وَأَوْقَعُوا نَارَ العَدَاوَةِ وَالبَغْضَاءِ، وَلَعِبُوا دَوْرَهُمْ بَيْنَ النَّاسِ، وَأَشْعَلُوا نَارَ الفِتَنِ، حَتَّى سُفِكَتِ الدِّمَاءُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
شَهْرُ رَمَضَانَ عَوْنٌ مِنَ اللهِ تعالى لَنَا:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ قَدْ أَظَلَّنَا، وَهَذِهِ مَعُونَةٌ مِنَ اللهِ تعالى لَنَا لِإِطْفَاءِ نَارِ الفِتْنَةِ، حَيْثُ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الجِنِّ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجِنَانِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النِّيرَانِ، وَنَادَى المُنَادِي للجَمِيعِ مِنْ حَاكِمٍ وَمَحْكُومٍ: يَا بَاغِيَ الـخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الـشَّرِّ أَقْصِرْ، لَقَدْ فَتَحَ اللهُ تعالى لَنَا جَمِيعَاً بَابَ التَّوْبَةِ، وَنَادَى العِبَادَ جَمِيعَاً حُكَّامَاً وَمَحْكُومِينَ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعَاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
يَا مَنْ يُرِيدُ الصَّلَاحَ وَالإِصْلَاحَ، وَيَا مَنْ يُرِيدُ إِعْطَاءَ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، هَذَا هُوَ المُنَادِي يُنَادِيكَ في شَهْرِ رَمَضَانَ: «يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ». أَقْبِلْ عَلَى اللهِ تعالى عَابِدَاً رَاكِعَاً سَاجِدَاً، وَمَتَى نَرَى هَذَا المَشْهَدَ يَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ؟ مَتَى نَرَى الحَاكِمَ وَالمَحْكُومَ وَضَعُوا جِبَاهَهُمْ عَلَى الأَرْضِ سُجَّدَاً للهِ تعالى، يَبْتَغُونَ فَضْلَاً مِنَ اللهِ تعالى وَرِضْوَانَاً؟
خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِنَسْمَعْ وَصِيَّةَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَصِيَّةَ المَعْصُومِ، وَصِيَّةَ النَّاصِحِ الأَمِينِ، وَصِيَّةَ النَّذِيرِ العُرْيَانِ(هُوَ مَثَلٌ مُتَقَدمٌ عِنْد الْعَرَب مُبَالغَةً لِأَنَّ النَّذِيرَ إِذا كَانَ عُريَانَاً كَانَ أَبْيَنَ)، وَهُوَ يُخَاطِبُ الأُمَّةَ كُلَّهَا مِنَ القَاعِدَةِ إلى القُمَّةِ حَتَّى تَغْتَنِمَ فُرْصَةَ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
اسْمَعِي أَيَّتُهَا الأُمَّةُ المُبَارَكَةُ لِقَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرُ بَرَكَةٍ يُغْنِيكُمُ اللهُ فِيهِ، فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ، وَيَحُطُّ الْخَطَايَا، وَيَسْتَجِيبُ فِيهِ الدُّعَاءَ، يَنْظُرُ اللهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ، وَيُبَاهِي بِكُمْ مَلَائِكَتَهُ، فَأَرُوا اللهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرَاً، فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» رواه الطبراني.
فَأَرُوا اللهَ خَيْرَاً في هَذَا الشَّهْرِ المُبَارَكِ يَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ، وَالشَّقِيُّ مَنْ حُرِمَ في هَذَا الشَّهْرِ رَحْمَةَ اللهِ تعالى.
أَسْأَلُ اللَه تعالى أَنْ لَا يَحْرِمَنَا الرَّحْمَةَ، وَأَنْ يَجْمَعَ شَمْلَ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَأَنْ يَسْتُرَ أَعْرَاضَنَا، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِنَا. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
السبت: 1/رمضان /1438هـ ، الموافق: 27/أيار / 2017م
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
يَا مَنْ أَقْعَدَكُمُ المَرَضُ عَنِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَقُلُوبُكُمْ تَتَلَهَّفُ للصِّيَامِ وَالقِيَامِ، أَبْشِرُوا وَلَا تَحْزَنُوا، فَأَنْتُمْ في نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، مَا دَامَتْ قُلُوبُكُمْ تَتَطَلَّعُ للصِّيَامِ ... المزيد
فِي خِتَامِ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى العَظِيمَةِ المُبَارَكَةِ، التي جَسَّدَتْ لَنَا بِوُضُوحٍ تَامٍّ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * ... المزيد
غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى فِيهَا دَرْسٌ عَمَلِيٌّ لِكُلِّ ظَالِمٍ، وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ، وَكَأَنَّ لِسَانَ حَالِ الغَزْوَةِ يَقُولُ لِكُلِّ مَظْلُومٍ: اصْبِرْ وَصَابِرْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَحِيدَ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ، فَالعَاقِبَةُ لَكَ، ... المزيد
مِنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى نَتَعَلَّمُ خُلُقَ التَّوَاضُعِ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَيْفَ كَانَ يَتَعَامَلُ مَعَ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ. ... المزيد
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ... المزيد
الزَّمَنُ يَمضِي ولا يَعُودُ، ولَيسَ هُناكَ شَيءٌ أسرَعُ من الزَّمَنِ، فهوَ لا يَتَوَقَّفُ، تَمُرُّ اللَّيالِي والأيَّامُ والشُّهُورُ والسَّنَوَاتُ على الإنسَانِ ويَنتَهِي وُجُودُهُ فِيها كَأَنَّهُ لم يَلبَثْ فِيها إلا سَاعَةً من الزَّمَنِ. ... المزيد