938ـ خطبة الجمعة: ليلتان لم تسمع الخلائق بمثلهما

938ـ خطبة الجمعة: ليلتان لم تسمع الخلائق بمثلهما

938ـ خطبة الجمعة: ليلتان لم تسمع الخلائق بمثلهما

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

فَيَا عِبَادَ اللهِ: الإِنْسَانُ يَعِيشُ حَيَاتَيْنِ، إِحْدَاهُمَا فِي هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، الَّتِي هِيَ دَارُ عَمَلٍ وَلَا جَزَاءَ، وَالأُخْرَى هِيَ دَارُ الآخِرَةِ، الَّتِي هِيَ دَارُ الجَزَاءِ وَلَا عَمَلَ.

وَمَا سُمِّيَتْ هَذِهِ الدَّارُ بِالدُّنْيَا إِلَّا لِدَنَاءَتِهَا، إِلَّا ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى وَمَا وَالَاهُ، وَهِيَ لَا تُسَاوِي عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، جَعَلَهَا اللهُ تَعَالَى مَكَانًا لِلتَّزَوُّدِ لِلْآخِرَةِ.

وَأَمَّا الدَّارُ الآخِرَةُ فَهِيَ الحَيَوَانُ، وَهِيَ الحَيَاةُ المُتَجَدِّدَةُ البَاقِيَةُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.

اجْتَهِدْ في حَيَاتِكَ الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُنَادِيَكَ المُنَادِي للرَّحِيلِ:

يَا عِبَادَ اللهِ: عُمُرُنَا وِعَاءٌ لِأَعْمَالِنَا بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهَا، وَسَوْفَ نَجِدُ هَذِهِ الأَعْمَالَ يَوْمَ القِيَامَةِ ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾.

هَذَا العُمُرُ أَمَدُهُ مَجْهُولٌ، فَلَا يَدْرِي أَحَدُنَا مَتَى يُنَادِيهِ مُنَادِي اللهِ تَعَالَى للرَّحِيلِ، وَلَكِنْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا نَادَاهُ المُنَادِي فَلَنْ يَتَأَخَّرَ لَحْظَةً، وَيَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا نَادَاهُ المُنَادِي فَلَنْ تُتَاحَ لَهُ فُرْصَةٌ للتَّأَخُّرِ، لَكِنَّهُ لَا يَدْرِي مَتَى يُنَادِيهِ المُنَادِي.

فَيَا مَنْ لَا يَدْرِي مَتَى يُنَادِيهِ المُنَادِي، اجْتَهِدْ في إِقْبَالِكَ عَلَى اللهِ تَعَالَى حَتَّى لَا تَنْدَمَ، وَتَذَكَّرْ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْـمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾.

اجْتَهِدْ قَبْلَ أَنْ يُنَادِيَكَ المُنَادِي إِلَى دَارِ الآخِرَةِ، اجْتَهِدْ عُمُرَكَ لِلتَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِمَا يَكُونُ وَسِيلَةً لِسَعَادَتِكَ يَوْمَ العَرْضِ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَسْعَدَ الإِنْسَانُ إِذَا أَهْمَلَ عُمُرَهُ الَّذِي هُوَ طَرِيقُ نَجَاتِهِ وَطَرِيقُ سَعَادَتِهِ، فَمَنْ أَرَادَ النَّجَاحَ وَالفَلَاحَ فَلْيَذْكُرْ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَايِعٌ نَفْسَهُ، فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا» رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

لَقَدْ جَعَلَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ جَمِيعًا تُجَّارًا، لَكِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَنْجَحُ في تِجَارَتِهِ فَيَرْبَحُ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَنْجَحُ في هَذِهِ التِّجَارَةِ؛ فَالعُمُرُ هُوَ رَأْسُ المَالِ، وَهُوَ بِمَثَابَةِ الدَّرَاهِمِ لِقَضَاءِ الحَوَائِجِ.

الخُسرَانُ العَظِيمُ لِمَنْ لَم يَسْتَغِلَّ عُمُرَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ تَعَالَى:

يَا عِبَادَ اللهِ: العُمُرُ أَغْلَى مَا يَمْلِكُهُ الإِنْسَانُ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ كُلَّ لَحْظَةٍ يَعِيشُهَا في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا هِيَ حُجَّةٌ قَائِمَةٌ عَلَيْهِ للهِ تَعَالَى، وَأَنَّ كُلَّ وَقْتٍ يُمْضِيهِ فِيهَا إِذَا لَمْ يَسْتَغِلَّهُ فِي طَاعَةِ اللهِ تَعَالَى فَهُوَ خُسْرَانٌ عَظِيمٌ.

يَا عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ أَخْبَرَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ أُنَاسٍ يَتَمَنَّوْنَ الرُّجُوعَ إلى هَذِهِ الدُّنْيَا بَعْدَ المَوْتِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْـمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً﴾. يَعْنِي: رَجْعَةً إِلَى هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا لِتَعْمَلَ صَالِحًا ﴿لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْـمُحْسِنِينَ﴾.

وَقَالَ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ فَرَّطُوا فِي أَعْمَارِهِمْ، وَلَمْ يَسْتَغِلُّوهَا، عِنْدَمَا يَقُولُونَ في أَرْضِ المَحْشَرِ: ﴿رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ﴾.

لَيْلَتَانِ لَمْ تَسْمَعِ الخَلَائِقُ بِمِثْلِهِمَا:

يَا عِبَادَ اللهِ: أَمَامَنَا لَيْلَتَانِ لَمْ تَسْمَعِ الخَلَائِقُ بِمِثْلِهِمَا، لَيْلَةٌ يَبِيتُ فِيهَا أَحَدُنَا مَعَ المَوْتَى، وَلَمْ يَبِتْ مَعَهُمْ قَبْلَهَا، وَلَيْلَةٌ صَبِيحَتُهَا يَوْمَ القِيَامَةِ.

اللَّيْلَةُ التي يَبِيتُ فِيهَا أَحَدُنَا مَعَ المَوْتَى سَوْفَ يَسْتَحْضِرُ أَنَّهُ كَانَ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَأُتِيحَتْ لَهُ فُرْصَةُ التَّزَوُّدِ وَالنَّجَاةِ، وَلَكِنَّهُ فَرَّطَ وَقَصَّرَ، فَلِهَذَا ﴿يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا﴾. يَسْتَقِلُّ الأَعْوَامَ الَّتِي قَضَاهَا، وَيَرَى أَنَّهَا وَقْتٌ يَسِيرٌ جِدًّا.

أَمَّا اللَّيْلَةُ التي صَبِيحَتُهَا يَوْمَ القِيَامَةِ، فَعِنْدَهَا يَقُولُ مَنْ فَرَّطَ في عُمُرِهِ وَقَـصَّرَ: ﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ ﴿يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ﴾.

المُؤْمِنُ الحَقُّ هُوَ الَّذِي يَعِيشُ حَيَاتَهُ بِسَلَامٍ:

يَا عِبَادَ اللهِ: الإِنْسَانُ المُؤْمِنُ بِاللهِ تَعَالَى وَاليَوْمِ الآخِرِ يَعْلَمُ أَنَّ الحَيَاةَ الدُّنْيَا لَيْسَتِ الحَيَاةَ البَاقِيَةَ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّهَا مَتَاعٌ؛ وَالآخِرَةُ هِيَ دَارُ القَرَارِ، لِذَا يَعِيشُ هَذِهِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا بِسَلَامٍ، لِيَنْطَلِقَ مِنْهَا إِلَى الآخِرَةِ بِسَلَامٍ، كَمَا قَالَ سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَدِدْتُ أَنِّي نَجَوْتُ مِنْهَا كَفَافًا، لَا لِي وَلَا عَلَيَّ، لَا أَتَحَمَّلُهَا حَيًّا وَلَا مَيِّتًا. رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

يَا عِبَادَ اللهِ: إِذَا ضَعُفَ الإِيمَانُ فِي قَلْبِ العَبْدِ فَإِنَّهُ لَا يَشْعُرُ بِأَنَّ دَيَّانَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَقِيبٌ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ تَعَالَى هُوَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ، وَأَنَّهُ تَعَالَى لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، وَأَنَّهُ تَعَالَى يَعْلَمُ الـسِّرَّ وَأَخْفَى، وَيَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُ العَبْدِ، وَأَنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ: يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْـمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾. فَلْنَعْمَلْ في دُنْيَانَا بِمَا يَكُونُ زَادًا لَنَا في آخرَتِنَا، لِنَعْمَلْ حَتَّى نَلْقَى اللهَ تَعَالَى وَهُوَ رَاضٍ عَنَّا، لِنَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا نُذْكَرُ بِهِ بَعْدَ مَوْتِنَا.

عَلَيْنَا أَنْ نَعْلَمَ بِأَنَّ أَعْمَالَنَا مُلَازِمَةٌ لَنَا كَلُزُومِ القِلَادَةِ للعُنُقِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ وَجَدْنَا أَعْمَالَنَا في كِتَابٍ مَفْتُوحٍ أَمَامَ أَبْصَارِنَا، ثمَّ يُقَالُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا: ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾.

يَقُولُ سَيِّدُنَا الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: يَقْرَأُ الإِنْسَانُ كِتَابَهُ، أُمِّيًّا كَانَ أَو غَيْرَ أُمِّيٍّ.

يَا عِبَادَ اللهِ: لِنَسْتَعِدَّ لِيَوْمٍ نَأْخُذُ فِيهِ الكِتَابَ، ذَاكَ اليَوْمُ يَنْسَى فِيهِ الإِنْسَانُ أَقْرَبَ النَّاسِ إِلَيْهِ، رَوَى الحَاكِمُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ؟».

قَالَتْ: ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ، فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا فِي ثَلَاثِ مَوَاطِنَ فَلَا يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدًا، عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ أَمْ يَثْقُلُ، وَعِنْدَ الْكُتُبِ حَتَّى يُقَالَ: ﴿هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ﴾. حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُهُ أَفِي يَمِينِهِ أَمْ فِي شِمَالِهِ أَوْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ، وَعِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا وُضِعَ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، حَافَّتَاهُ كَلَالِيبُ كَثِيرَةٌ وَحَسَكٌ كَثِيرٌ، يَحْبِسُ اللهُ بِهَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَنْجُو أَمْ لَا».

أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى سَعَادَةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالعَمَلَ الصَّالِحَ الَّذِي يُرْضِيهِ عَنَّا. آمين.

أَقُولُ هَذَا القَوْلَ وَكُلٌّ مِنَّا يَسْتَغْفِرُ اللهَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

**    **    **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 18/ ذو القعدة /1446هـ، الموافق: 16/ أيار / 2025م

 2025-05-16
 799
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

12-06-2025 471 مشاهدة
943ـ خطبة الجمعة: هل تشعر بآلام الآخرين؟

لِينُ القَلْبِ هُوَ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، امْتَنَّ اللهُ تَعَالَى بِهِ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ ... المزيد

 12-06-2025
 
 471
04-06-2025 262 مشاهدة
942ـ خطبة الجمعة: ماذا نقول لإخوتنا في غزة أيام العيد

مَا أَشَدَّ حَاجَتَنَا اليَوْمَ إِلَى التَّعَرُّفِ عَلَى حَقِيقَةِ العِيدِ، وَعَلَى أَثَرِهِ الإِيمَانِيِّ وَالاجْتِمَاعِيِّ، مَا أَشَدَّ حَاجَتَنَا اليَوْمَ أَنْ نَأْخُذَ الدُّرُوسَ وَالعِبَرَ مِنْ مُرُورِ العِيدِ عَلَيْنَا، وَذَلِكَ بِتَرْوِيضِ ... المزيد

 04-06-2025
 
 262
04-06-2025 173 مشاهدة
941ـ خطبة عيد الأضحى 1446هـ: المغزى الحقيقي من العيد

مَا أَشَدَّ حَاجَتَنَا اليَوْمَ إِلَى التَّعَرُّفِ عَلَى المَغْزَى الحَقِيقِيِّ فِي العِيدِ، وَعَلَى الأَثَرِ الإِيمَانِيِّ وَالاجْتِمَاعِيِّ مِنْهُ، فَالعِيدُ الحَقِيقِيُّ لَيْسَ بِأَنْ يَتَحَلَّى أَحَدُنَا بِالجَدِيدِ، إِنَّمَا يَكُونُ ... المزيد

 04-06-2025
 
 173
29-05-2025 569 مشاهدة
940ـ خطبة الجمعة: ما أحوج الأمة إلى الالتزام بهذا الحديث

بِالعَمَلِ الصَّالِحِ تَحْيَا القُلُوبُ، وَتَزْدَادُ نُورًا يُضِيءُ لِصَاحِبِهِ الطَّرِيقَ، لِيَسِيرَ بِهِ فِي النَّاسِ طَالِبًا مَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَبِتَرْكِ العَمَلِ الصَّالِحِ قَدْ يَصِلُ القَلْبُ إِلَى المَوْتِ، وَيُصْبِحُ ... المزيد

 29-05-2025
 
 569
21-05-2025 380 مشاهدة
939ـ خطبة الجمعة: من للرحمة بعد الله إلَّاك؟

لِيَقِفْ أَدْعِيَاءُ الرَّحْمَةِ وَالإِنْسَانِيَّةِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ العَصِيبَةِ الَّتِي يَشِيبُ لَهَا الوِلْدَانُ مِنْ شِدَّةِ الظُّلْمِ وَالقَهْر؛ لِيَقِفْ كُلُّ فَرْدٍ وَكُلُّ جَمَاعَةٍ، وَكُلُّ أُمَّةٍ تَدَّعِي الرَّحْمَةَ بِرَعِيَّتِهَا، ... المزيد

 21-05-2025
 
 380
08-05-2025 1148 مشاهدة
937ـ خطبة الجمعة: هل أصلحنا قلوبنا وطهرناها استعدادًا للقاء الله تعالى

الدُّنْيَا لِلْبَشَرِ لَيْسَتْ بِدَارِ مَقَرٍّ، وَلَا بَقَاءٍ وَلَا خُلُودٍ، وَهُمْ عَمَّا قَلِيلٍ مِنْهَا ظَاعِنُونَ، وَمَا هِيَ إِلَّا أَيَّامٌ وَعَنْهَا رَاحِلُونَ، ثُمَّ هُمْ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِمْ وَاقِفُونَ مُخْتَصِمُونَ وَمُحَاسَبُونَ، ... المزيد

 08-05-2025
 
 1148

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5702
المقالات 3231
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424099096
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :