6ـ رسالة مفتوحة إلى الإخوة القائمين على طباعة وتوزيع البطاقة العائلية للنبي   

6ـ رسالة مفتوحة إلى الإخوة القائمين على طباعة وتوزيع البطاقة العائلية للنبي   

 

إلى الإخوة الكرام القائمين على طباعة وتوزيع البطاقة العائلية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: فالحمد لله على حلمه بعد علمه، وله الحمد على عفوه بعد قدرته، وأسأله تعالى أن يشرفنا وإياكم بخدمة هذا الدين العظيم، وبخدمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هدانا الله به صلى الله عليه وسلم بعد ضلال، وأنقذنا به صلى الله عليه وسلم من الظلمات إلى النور.

لقد وجه إليَّ سؤال عن كتيب صغير الحجم، بشكل جواز سفر، كتب عليه البطاقة العائلية، محمد بن عبد الله، وأجبت عليه، وكنت أظن أن الأمر على نطاق ضيق، ولكني فوجئت بأن الأمر أوسع مما كنت أتصور.

فكان لزاماً عليَّ أن أتوجه إليكم بهذه الرسالة، وأقول لكم:

أيها الإخوة الكرام:

أنتم تكتبون عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله للناس كافة بشيراً ونذيراً، ورحمة للأمة بل للعوالم كلها، أنتم تكتبون عن سيد ولد آدم عليه السلام، وسيد الأنبياء والمرسلين، فهل من المعقول أن تكتبوا شيئاً عن أعظم شخصية خلقها الله عز وجل بهذا الشكل: (البطاقة العائلية، محمد بن عبد الله)؟

أليس سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم، وقال عن نفسه الشريفة: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة) فأين لفظ السيادة؟

أما تعلمون بأن النبي صلى الله عليه وسلم عرف أبوه عبد الله به صلى الله عليه وسلم؟ وعرف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة، فأين لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

حتى بالمهنة وبكل أسف - وعذراً سيدي رسول الله أن أقول لهؤلاء الإخوة -:

مهنته على اللغة التي كتبتموها، لماذا لم تكتبوا رسول الله للناس كافة؟

وهل طبيعة العمل: أنه صلى الله عليه وسلم رحمة، أم تبليغ رسالة الله عز وجل؟

هل ترون هذا من الأدب، أن تكتبوا: الجنس: سيد الرجال؟ وهل من الأدب أن تكتبوا: الديانة: سيد المسلمين؟

أيها الإخوة:

عندكم في الكويت لجنة فتوى، هل عرضتم هذا المشروع عليهم؟ هل راسلتم السادة العلماء في العالم من الموثوقين في هذا المشروع؟

فإن كنتم راسلتم وأخذتم الجواب فنرجو منكم أن توافونا بذلك عن طريق الفاكس، أو عن طريق موقعنا على الإنترنت.

وها أنا أرسل إليكم رسالتي هذه مع نص السؤال والجواب، وأنتظر منكم الرد إذا كنتم أخذتم الفتوى بجواز طباعة هذا الكتيِّب.

وهذا هو السؤال والجواب:

سؤال: صدر كتيب صغير الحجم، بشكل جواز سفر، كتب عليه البطاقة العائلية ـ محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم، يحمل تعريفاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وزوجاته الطاهرات رضي الله عنهن، وأولاده الكرام وأولاد أولاده رضي الله عنهم أجمعين، فما هو الحكم الشرعي في طباعة هذا الكتيِّب؟

الجواب: بعد الاطلاع على هذا الكتيِّب الذي كتب عليه البطاقة العائلية، واسم النبي صلى الله عليه وسلم، رأيت فيه قلة الاحترام والتعظيم لجناب المصطفى سيدنا ومولانا وسندنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

ورأيت العجب في جرأة المخترع أو المبتكر لهذا الكتيِّب، عندما يكتب معرِّفاً على شخصية الحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: الجنس ـ الديانة ـ العنوان المختار ـ المهنة ـ طبيعة العمل ـ زمرة الدم ـ إصدار البطاقة ـ ومسؤول الإحصاء.

أقول لهذا الأخ الذي كتب ذلك:

أولاً: يا أخي نحن الذين عُرِفنا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه البطاقة التي جعلتها للتعريف بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الشكل وبتلك العناوين لا تليق بمقامه الشريف صلى الله عليه وسلم.

يا أخي: لا أرى هذا من التعظيم لشأن نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا الله بتعظيمه، ثم قال لنا: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}.

حق رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا عظيم، والذي من جملته تعظيمه، لقول الله تعالى: {إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً * لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه}، ولقوله تعالى: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً}. إذا كان توجيه الله لنا في حق النبي صلى الله عليه وسلم هكذا، فكيف تجعل بطاقة عائلية لهذا الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: لو أنك يا أخي كتبت كتيِّباً في نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي نسائه الطاهرات، وأولاده الكرام رضي الله عنهم، لكان ذلك شرفاً عظيماً لك، وتكون بذلك قمت بشيء من الواجب الذي عليك نحو الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً: هل تدري يا أخي من هو سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي قلت عنه: مسؤول الإحصاء؟ إن كنت لا تدري من هو رضي الله عنه فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.

أما تعلم يا أخي أن سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يودع عنده أسماء المنافقين. سامحك الله يا أخي على ما فعلت، وأرجو الله تعالى بحسن نيتك أن يغفر لك ولنا.

رابعاً: أنصحك يا أخي ألا تجعل من ذلك الكُتيِّب سبباً للتجارة وربح المال من خلال هذه البطاقة.

وبناء على ذلك:

فإني أرى عدم جواز طبع هذه البطاقة، لأن تعظيم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مطلوب منا، وما أرى هذه البطاقة هكذا. هذا، والله تعالى أعلم.

وقد تم إرسال هذه الرسالة بحروفها إلى فضيلة أستاذنا الدكتور أحمد الحجي الكردي حفظه الله تعالى، فجاء جوابه عليها كما يلي:

موضوع بطاقة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أبلغتكم سابقاً أنني موافق على فتواكم، وأشارككم فيها، وأنني سوف أعرض الموضوع على هيئة الفتوى في الكويت، وقد عرضته فعلاً وهذا هو نص الفتوى التي صدرت عن لجنة الفتوى في الكويت بخصوص هذا الموضوع:

لا يتناسب مع مقام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن يصدر مثل هذا الكتيب للتعريف به، تحت عنوان البطاقة العائلية (محمد بن عبد الله صلى الله تعالى عليه وسلم) وعلى النحو الوارد بهذا الإصدار، فقد أمرنا الله تعالى بتعظيمه وتفخيمه وتوقيره ونصرته، وأن ندعوه بالرسالة، قال تعالى: (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً) سورة الفتح أية /9/.

هذا فضلاً عما يحتوي عليه هذا الكتيب من معلومات بعضها فيه نظر، ومن أراد التعريف به صلى الله تعالى عليه وسلم فليسلك مسلك من سبقه من العلماء بإصدار كتاب عن سيرته وشمائله وهديه صلى الله تعالى عليه وسلم، سواء كان مختصراً أو مطولاً.

وعليه فلا يجوز طبع هذه البطاقة العائلية ولا نشرها ولا تداولها، والله تعالى أعلم، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

تاريخ 1/ جمادى الآخرة / 1428هـ الموافق 16/6/2007م

الوكيل المساعد لقطاع الإفتاء والبحوث الشرعية

عيسى أحمد عيسى العبيدلي

أخوكم أحمد شريف النعسان

مفتي منطقة الباب - حلب - سوريا

 

 2007-06-27
 2335
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 

التعليقات [ 1 ]

سمير أيوب
 2007-06-28

المصطفى بحر العطاء ورحمة للمؤمنين ومن إليه مودتي *** جرني بجاهك يا حبيب فإنني عبيد إلى الأعتاب أعلن نسبتي *** أملي قبولي إن سمحت تكرماً يا ويح قلبي إن رجعت بخيبتي *** فأتى هتاف من جناب المصطفى يعلوه طيب سماحة ومحبة *** طوبى لمن أفنى الحياة بحبنا بجنان عدن داخل بمعيتي *** سيدي رسول الله صلى الله عليك وسلم كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم عندما تتحدث يطرقون رؤوسهم كأنما عليها الطير أدباً وتوقيراً لك صلى الله عليك وسلم
أخي الحبيب قلت لك كم مرة أن تبحث لك عن عالم رباني يخاف الله تعالى تسأله عن الأمور والأحكام الشرعية حتى لا تقع في محرم. ولا عذر بأن تقول إن نيتك سليمة فلا جهل بالأحكام في ديار الإسلام والغاية لا تبرر الوسيلة, فلا نسرق حتى نتصدق على الأيتام. واعلم أن الشيطان يفتح لك سبعين باباً من الخير حتى تقع في الشر. وفقني الله تعالى وإياك وسدد خطانا وخطاك ولا تنسني من دعوة صالحة ** عمك ســـــــــــمير

 

مواضيع اخرى ضمن  مشكلات و حلول

04-07-2013 22721 مشاهدة
56ـ مشكلات وحلول: الترك ليس حجة في التحريم

فالفَتوى فَرضٌ على الكِفايَةِ، ولم تَكُنِ الفَتوى فَرضَ عَينٍ، لأنَّها تَقتَضي تَحصِيلَ عُلومٍ جَمَّةٍ، فَلَو كُلِّفَها كُلُّ وَاحِدٍ لأَفضَى إلى تَعطيلِ أَعمالِ النَّاسِ ومَصالِحِهِم، لانصِرافِهِم إلى تَحصِيلِ عُلومٍ بِخُصوصِهَا. ... المزيد

 04-07-2013
 
 22721
04-07-2013 24226 مشاهدة
55ـ مشكلات وحلول: هل تسقط صلاة الجمعة عمن أكل الثوم أو البصل؟

هل تسقط صلاة الجمعة عمن أكل الثوم أو البصل؟ أم تجب عليه ويكون آثماً بإيذائه للمسلمين بالرائحة الكريهة؟ ... المزيد

 04-07-2013
 
 24226
08-03-2012 67567 مشاهدة
54ـ مشكلات وحلول: اطلاع كل من الزوجين على هاتف الآخر

سؤال: هل هناك حرج شرعي من الاطلاع على هاتف الزوج الخاص به، حيث جعل له رقماً سرياً، وبإمكاني اختراق هذا الرقم؟ ... المزيد

 08-03-2012
 
 67567
08-03-2012 65420 مشاهدة
53ـ مشكلات وحلول: اشترطت على زوجها أن لا يتزوَّج عليها

سؤال: هل يجوز للمرأة أن تشترط على زوجها أثناء العقد أن لا يتزوَّج عليها؟ ... المزيد

 08-03-2012
 
 65420
21-01-2012 60393 مشاهدة
52ـ مشكلات وحلول: حكم عمل المرأة سكرتيرة

سؤال: هل يجوز للمرأة المسلمة أن تعمل كسكرتيرة بسبب حاجتها المادية؟ ... المزيد

 21-01-2012
 
 60393
21-01-2012 57541 مشاهدة
51ـ مشكلات وحلول: الحديث مع المرأة الأجنبية

سؤال: ما حكم الشرع في حديث الرجل مع المرأة الأجنبية من غير ضرورة؟ ... المزيد

 21-01-2012
 
 57541

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3159
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412658371
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :