102ـ نحو أسرة مسلمة: مقتطفات بمناسبة رأس السنة الميلادية

102ـ نحو أسرة مسلمة: مقتطفات بمناسبة رأس السنة الميلادية

 

مقدمة الدرس:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيها الأحبة الكرام، درسنا اليوم مقتطفاتٌ متنوعة بمناسبة رأس السنة الميلادية، لعلَّ أن تكون فيها فائدة لنا جميعاً إن شاء الله تعالى.

أولاً: هذه الأمة متبوعة وليست بتابعة:

أيها الإخوة الكرام: يجب علينا أن نعلم منزلتنا ومنزلة هذه الأمة التي أكرمنا الله تعالى فجعلنا منها، وذلك من خلال قول الله عز وجل: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله}.

هذه الأمة متبوعة وليست بتابعة لأنها خير الأمم بما امتازت به عن غيرها من الأمم كما ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة.

وإذا عرفنا ذلك، فإنه لا يليق بالفرد أو الجماعة أن تنزل دركةً بعد أن رفعها الله تعالى درجات، لا يليق بنا أن نكون تابعين لغيرنا، لأن المتبوع إذا صار تابعاً فإنه ينحطُّ دركة، وكأنَّ لسانَ حاله يقول: لقد وجدت خيراً في غير هذا الدين ـ والعياذ بالله تعالى من ذلك ـ

نحن أمة في الأمام فلا يليق بنا أن نكون خلف أمة من الأمم أو جماعة من الجماعات غير المسلمة، نحن حجة الله تعالى على سائر خلقه، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}. ونحن حجة على سائر الأمم السابقة بفضل الله عز وجل علينا.

تشريف وتكريم للفرد وللأمة كلها، وذلك برفع شأنها ومكانتها، ولكن يوجد بعض الأفراد والجماعات انحطوا دركةً فدركة حتى أخلدوا إلى الأرض بسبب اتباع الأهواء والشهوات، فصاروا بذلك لا أقول دون الآخرين بل دون الحيوانات والبهائم العجماوات التي لا تعقل، قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِين * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث}.

فلنحافظ على هذه النعمة، وليكن أسوتنا في كل شؤوننا هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، حتى لا نفقد هذه الخيرية التي أكرم الله عز وجل بها أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

ثانياً: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً}:

أيها الإخوة الكرام: الأمر الثاني الذي أقف عنده، هو أن نتذكر هذه الآية الكريمة، وأن لا تغيب عن أذهاننا أبداً، ألا وهي قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَاب}.

من هذه الآية الكريمة نفهم بأنه يجب علينا أن نتابع الظالم في المجتمع، ويجب علينا أن نكفه عن الظلم ونردعه عنه، وإلا فإنَّ نتائج ظلمه مع سكوتنا عنه فإنها ستصيبنا، وذلك لقوله تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَاب}.

أيها الإخوة يجب علينا أن نعلم هذه الحقيقة كذلك من قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذي يقول: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً فقَالَ رَجُلٌ: يَا رسول اللَّه أَنْصرهُ إِذَا كَانَ مَظلُوماً أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ ظَالِماً كَيْفَ أَنْصُرُهُ ؟ قال: تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنعُهُ مِنَ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذلِك نَصْرُهْ ) رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه.

وضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أروع مثلاً في ملاحقة الظالم، وإلا فإن نتائج ظلم الظالم ستشملنا، فقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فيها كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا على سفينةٍ فصارَ بعضُهم أعلاهَا وبعضُهم أسفلَها وكانَ الذينَ في أسفلها إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصَيبِنا خَرْقاً وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعاً، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجوْا ونجوْا جَمِيعاً) رواهُ البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه.

نعم أيها الإخوة يجب علينا أن نتَّقِي نتائج الظالم وذلك بالأخذ على يده وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلا الوبال يعم الجميع، وإذا أردت مصداق هذا فانظر في سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوم أحد، عندما جعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بعض أصحابه على الجبل خلف المسلمين، وقال لهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (قُومُوا عَلَى مَصَافّكُمْ هَذَا ، فَاحْمُوا ظُهُورَنَا ، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا لَا تَشْرَكُونَا ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ فَلَا تَنْصُرُونَا).

طاعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فرضٌ على الأمة، ومخالفة أمره وبال على المخالف، قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}.

بدأت المعركة، وانتصر المسلمون لأنهم حققوا قول الله عز وجل: {إِن تَنصُرُوا الله يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم}. وراح المسلمون يحسون المشركين بشكل مذهل، وانكشف المشركون منهزمين لا يلوون على شيء، ونساؤهم يدعون بالويل، وتبعهم المسلمون يقتلون ويغنمون.

واختلف الرماة فيما بينهم، فنزل بعضهم ظنَّاً منه أن المعركة قد وضعت أوزارها، وخالفوا بذلك أمر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فما هي النتائج؟

انقلب الرعب الذي داهم قلوب المشركين إلى استبسال جديد، وكروا على من بقي من الرماة، وقتل من أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم سبعون رجلاً على رأسهم سيدنا حمزة رضي الله عنه، حتى وصل الأذى لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فرُمِيَ بالحجارة ـ بأبي وأمي أنت يا سيدي يا رسول الله ـ ووقع على شقه، وأصيبت رباعيته ـ السن المجاورة للناب ـ وشجَّ وجهه الشريف صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أيها الإخوة هذا إذا كان في جيشٍ فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فكيف بحالنا اليوم؟

لا تنسوا هذه الآية الكريمة: وهي قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَاب}. مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر من دائرة الأهل والعشيرة إلى المجتمع بأسره.

ثالثاً: المباركة والمعايدة لأهل الكتاب في رأس السنة الميلادية:

أيها الإخوة الكرام: يكثر السؤال في هذه الأيام عن الحكم الشرعي في الباركة للنصارى في رأس السنة الميلادية، وإني أقول قبل الجواب عن هذا السؤال: تدبروا جيداً ما قاله ربنا عز وجل في سورة السيدة مريم، والجدير بالملاحظة هو أن إسلامنا يعطي لكل ذي حق حقه، ولا يغمط أحداً من الناس حقه، في قرآننا سورة كاملة اسمها سورة مريم يوضح فيها مولانا عز وجل الصورة الحقَّة عن السيدة مريم وسيدنا عيسى عليهما السلام.

أيها الإخوة في هذه السورة المباركة يقول تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا}. هؤلاء النصارى قالوا: عيسى ابن الله ـ والعياذ بالله تعالى ـ فماذا قال مولانا عز وجل؟ قال: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}. الكل في غضب بسبب هذه الفرية، السموات والأرض والجبال يشكون من هذا القول، مما أدى إلى صب اللعنة عليهم بسبب هذه الفرية، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ الله فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا}.

هؤلاء الذين لعنوا، يعني طُرِدوا من رحمة الله عز وجل، والجمادات كادت أن تتشقق بسبب هذه الفرية، ويأتي المسلم ليبارك لهؤلاء في رأس السنة الميلادية أعيادهم، هل يبارك للعبد في كفره والعياذ بالله تعالى؟

نحن أيها الإخوة نحن نخالق الناس بِخُلُقٍ حسن، ولكن لا نخادع أحداً، الواجب علينا أن ندعوهم إلى الحوار النافع لنكون على بصيرة من أمرنا جميعاً، الواجب علينا أن ندعوهم إلى الحوار النافع لنكون على بصيرةٍ من أمرنا جميعاً، قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ الله وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُون}.

فأيُّ مباركةٍ تكون لمن يقول: عيسى ابن الله والعياذ بالله تعالى؟

رابعاً: احذروا المخالفات الشرعية وخاصة في تلك الليلة:

أيها الإخوة الكرام: يجب علينا أن نكون على حذر من المعاصي والمخالفات الشرعية بشكل عام وخاصة في هذه الليلة، ويجب علينا أن نكون على حذر من التقليد لغيرنا، ولنكن على حذر من أن نكثر سواد العصاة وخاصةً في تلك الليلة.

احذروا من الغناء والاختلاط، واحذروا من اللعب بالورق والنرد، واحذروا اللعب بالقمار، ومتابعة أجهزة الإعلام في المخالفات الشرعية، واحذروا المشاركة في المطاعم والمقاصف والملاهي.

خامساً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سبيل الفلاح:

أيها الإخوة: إنَّ من سبيل الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}.

ومن عرف هذا السبيل الموصل إلى الفلاح والنجاح لا شكَّ ولا ريب أنه يورثه لورثته من بعده، ويكون حريصاً كل الحرص على ذلك.

هذا سيدنا زكريا عليه السلام يخبرنا عنه مولانا عز وجل بقوله: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}. يريد أن يكون له عقب في حمل الرسالة، لأن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورَّثوا العلم.

وكل من سار على قدمهم يكون حريصاً على هذا، فهذا سيدنا لقمان رضي الله عنه يورِّث ولده هذا الميراث الذي ذكره مولانا في القرآن العظيم عنه بقوله جلَّت قدرته: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم * وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا الله إِنَّ الله لَطِيفٌ خَبِير * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور * وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير}. ورِّثوا هذه الأمور لورثتكم وخاصة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى يكون لكم عقب تنتفعون منه بعد موتكم، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ) رواه الإمام الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه.

خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:

أيها الإخوة الكرام: كونوا متبوعين لا تابعين، لا تنزلوا دركاتٍ توصل إلى الشقاء، وذلك من خلال تقليد غير المسلمين. هذا أولاً.

ثانياً: تذكروا قول الله تعالى دائماً وأبداً: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَاب}.

ثالثاً: باركوا لأهل الطاعة طاعتهم، واحذروا من المباركة لأهل المعصية في معصيتهم.

رابعاً: حافظوا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه السبيل الموصل إلى الفلاح والنجاح، وورِّثوا ذلك لورثتكم.

خامساً: احذروا المخالفات الشرعية، وتبرؤوا إلى الله تعالى من كل منكر، وخاصة في تلك الليلة، وأكثروا من الدعاء ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وعافنا واعف عنا، وردَّنا إلى دينك رداً جميلاً، اللهم إنا نبرأ إليك من جميع المنكرات والمخالفات، اللهم إنا لا نرضى بهذه المنكرات ولا نقدر على ردها، اللهم اجعلنا على بصيرةٍ من أمرنا يا أرحم الراحمين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

**     **     **

 

 2011-01-03
 38262
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  نحو أسرة مسلمة

28-01-2018 4084 مشاهدة
200ـ نحو أسرة مسلمة: اللَّهُمَّ فهمنيها

لِتَحْقِيقِ السَّعَادَةِ في حَيَاتِنَا الأُسَرِيَّةِ لَا بُدَّ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ تَعَامُلَاً صَحِيحَاً، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِالتِّلَاوَةِ مَعَ التَّدَبُّرِ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ... المزيد

 28-01-2018
 
 4084
21-01-2018 4916 مشاهدة
199ـ نحو أسرة مسلمة :مفتاح سعادتنا بأيدينا

كُلَّمَا تَذَكَّرْنَا يَوْمَ الحِسَابِ، يَوْمَ العَرْضِ عَلَى اللهِ تعالى، يَوْمَ نَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلَاً، وَكُلَّمَا تَذَكَّرْنَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَنَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَعَذَابَ أَهْلِ النَّارِ، ... المزيد

 21-01-2018
 
 4916
14-01-2018 3526 مشاهدة
198ـنحو أسرة مسلمة : بعد كل امتحان ستعلن النتائج

صَلَاحُ أُسَرِنَا لَا يَكُونُ إِلَّا إِذَا عَرَفَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ الكَثِيرُ مِنَ الأَزْوَاجِ مِمَّنْ دَخَلَ الدُّنْيَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي وَلَا يَعْلَمُ لِمَاذَا ... المزيد

 14-01-2018
 
 3526
08-01-2018 4121 مشاهدة
197ـنحو أسرة مسلمة: وصية الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لنا

القُرْآنُ العَظِيمُ الذي أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَاصْطَفَانَا لِوِرَاثَتِهِ هُوَ مَصْدَرُ سَعَادَتِنَا في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَعَلَيْهِ ... المزيد

 08-01-2018
 
 4121
31-12-2017 4150 مشاهدة
196ـ نحو أسرة مسلمة :دمار الأسر بسبب الفسق والفجور

إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ شَقَاءِ البُيُوتِ، وَكَثْرَةِ الخِلَافَاتِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، المَعَاصِيَ وَالمُنْكَرَاتِ، التي تُنَكِّسُ الرُّؤُوسَ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالتي تُسْلِمُ إلى مُقَاسَاةِ العَذَابِ الأَلِيمِ في الدُّنْيَا قَبْلَ ... المزيد

 31-12-2017
 
 4150
24-12-2017 3920 مشاهدة
195ـنحو أسرة مسلمة : أين بيوتنا من تلاوة القرآن؟

سِرُّ سَعَادَتِنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَحَوُّلِنَا مِنَ الشَّقَاءِ إلى السَّعَادَةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ هِدَايَتِنَا مِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَمَاسُكِ أُسَرِنَا ... المزيد

 24-12-2017
 
 3920

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3159
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412390991
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :