36ـ آداب الصائم: الأدب الثامن: ترك شهادة الزور

36ـ آداب الصائم: الأدب الثامن: ترك شهادة الزور

 

مقدمة الدرس:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن آداب الصائم أن تصوم جوارحه عن معصية الله عز وجل كما صام عن الطعام والشراب، وإن الإنسان المؤمن إذا كان يمتثل أمر ربه عز وجل إذا أمره بترك الحلال فمن باب أولى أن يمتثل أمر ربه عز وجل إذا أمره بترك الحرام.

شهادة الزور تحبط أجر صيامك:

والنبي صلى الله عليه وسلم حذَّر الأمة من المعصية وخاصة إذا كان العبد متلبساً بالطاعة، فمن تلبَّس بعبادة الصيام امتثالاً لأمر الله عز وجل القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}. وجب عليه أن يحافظ على أجر هذا الصوم الذي لا يعلم قدره إلا الله تعالى، حيث قال في الحديث القدسي: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللَّه عنهُ. وجب عليه أن يحافظ على هذا الأجر الموعود به من قبل ربنا عز وجل، حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وذلك بترك المعاصي، وخاصة شهادة الزور.

روى الإمام البخاري عنْ أَبي هُرَيرَةَ رضيَ اللَّه عنهُ قالَ: قال النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (مَنْ لَمْ يَدعْ قَوْلَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ فلَيْسَ للَّهِ حَاجةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرَابهُ) رواه البخاري. وقول الزور هو الكذب والبهتان، والعمل به: أي العمل بمقتضاه من الفواحش وما نهى الله عنه، فهما يحبطان أجر الصائم، ومن نطق به في صيامه كان كالآكل الشارب عند الله في الإثم، فهذه الكبيرة غطَّت على هذا الفضل العظيم.

فإذا كنت حريصاً على أجر الصوم فاحذر من قول الزور وشهادة الزور.

ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن شهادة الزور تعدل الإشراك بالله تعالى، كما روى الترمذي وأبو داود عَنْ أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ رضيَ اللَّه عنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ إِشْرَاكًا بِالله) ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}.

لذلك وصف الله عز وجل عباد الرحمن بقوله: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} إلى قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}.

تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من شهادة الزور:

ولخطورة شهادة الزور حذَّر منها النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير، جاء في صحيح البخاري عن أبي بكْرةَ رضي اللَّه عَنْهُ قال: قالَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (ألا أُنبِّئكُم بأكبر الكَبائِر؟ قُلنَا: بَلَى يا رسول اللَّهِ. قَالَ: الإشراكُ باللَّه، وعُقُوقُ الوالِديْنِ، وكان مُتَّكِئاً فَجلَس، فقال: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشهادةُ الزورِ فما زال يُكَرِّرُهَا حتى قلنا: لَيْتَهُ سكَت).

في قوله صلى الله عليه وسلم: (وكان مُتَّكِئاً) فيه جواز فعل ذلك بين يدي الناس للعالم وذلك من أجل راحة يتعاقبها في جلسته، أو لألم يجده في بعض أعضائه، ولا يكون ذلك عامة جلوسه، لأنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد، أما أنا فلا آكل متكئاً) رواه البيهقي عن يحيى بن أبي كثير.

وقولهم: (حتى قلنا: لَيْتَهُ سكَت). إنما قالوا ذلك وتمنَّوه شفقة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكراهة لما يزعجه ويغضبه.

وروى ابن ماجه عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضيَ اللَّه عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَنْ تَزُولَ قَدَمَا شَاهِدِ الزُّورِ حَتَّى يُوجِبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ).

وشهادة الزور هي شهادة بالباطل وبالكذب ليتوصل بها إلى الباطل من أخذ مال بغير حق، أو إزهاق روح، أو تحليل حرام، أو تحريم حلال، وشهادة الزور هي من أكبر الكبائر، لأنه يشهد بما لم يشهد، فهو يقول كذباً وزوراً، وقد جاء في الحديث الشريف عن ابن عباس، رضي الله عنهما قال: (ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يشهد بشهادة، فقال لي : يا بن عباس، لا تشهد إلا على ما يضيء لك كضياء هذا الشمس) رواه الحاكم.

شهد ما لم يشهد:

والعجيب أن صحابياً جليلاً من أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد بما لم يشهد، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين.

عن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ، فَاسْتَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَقْضِيَهُ ثَمَنَ فَرَسِهِ، فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَشْيَ وَأَبْطَأَ الأَعْرَابِيُّ، فَطَفِقَ رِجَالٌ يَعْتَرِضُونَ الأَعْرَابِيَّ فَيُسَاوِمُونَ بِالْفَرَسِ لا يَشْعُرُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَهُ، حَتَّى زَادَ بَعْضُهُمْ الأَعْرَابِيَّ فِي السَّوْمِ عَلَى ثَمَنِ الْفَرَسِ الَّذِي ابْتَاعَهُ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَادَى الأَعْرَابِيُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعَا هَذَا الْفَرَسَ فَابْتَعْهُ، وَإِلا بِعْتُهُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الأَعْرَابِيِّ فَقَالَ: أَوَلَيْسَ قَدْ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ؟ قَالَ الأَعْرَابِيُّ: لا وَاللَّهِ مَا بِعْتُكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَى قَدْ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ، فَطَفِقَ النَّاسُ يَلُوذُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَعْرَابِيِّ وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ، فَطَفِقَ الأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بَايَعْتُكَ، فَمَنْ جَاءَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَالَ لِلأَعْرَابِيِّ: وَيْلَكَ، النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ لِيَقُولَ إِلا حَقًّا، حَتَّى جَاءَ خُزَيْمَةُ فَاسْتَمَعَ لِمُرَاجَعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُرَاجَعَةِ الأَعْرَابِيِّ، فَطَفِقَ الأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: هَلُمَّ شَهِيدًا يَشْهَدُ أَنِّي بَايَعْتُكَ، قَالَ خُزَيْمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَهُ، فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خُزَيْمَةَ فَقَالَ: بِمَ تَشْهَدُ؟ فَقَالَ: بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَةَ خُزَيْمَةَ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ) رواه أبو داود والنسائي وأحمد واللفظ له.

وزاد رزين، فقال الأعرابيُّ : (أَهذا رسول الله؟ فقال له أبو هريرة: كفى بك جهْلاً أن لا تَعرِف نبيَّكَ، صدق الله: {الأَعرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وأَجْدَرُ أَنْ لا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزلَ الله على رسولِهِ}. فاعترف الأعرابيُّ بالبيع).

وروى الحاكم والبيهقي والطبراني واللفظ له عن خزيمة بن ثابت، أَن ّالنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى فَرَسًا مِنْ سَوَاءِ بن الْحَارِثِ، فَجَحَدَهُ، فَشَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ بن ثَابِتٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا حَمَلَكَ عَلَى الشَّهَادَةِ وَلَمْ تَكُنْ مَعَهُ حَاضِرًا»؟ قَالَ: صَدَّقْتُكَ لَمَّا جِئْتَ بِهِ وَعَلِمْتُ أَنَّكَ لا تَقُولُ إِلا حَقًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ شَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ أَوْ شَهِدَ عَلَيْهِ فَحَسْبُهُ».

هذه الشهادة فقط مقبولة بدون أن يشهد الشاهدُ الأمرَ، لأنها كانت للصادق المصدوق المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، والذي اعترف المشركون بصدقه، وقالوا: (مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلا صِدْقًا) رواه البخاري.

أما لغير النبي صلى الله عليه وسلم فمهما بلغ درجة من التقوى والصلاح فلا يشهد له إلا مثل ضوء الشمس، لأن الصادق قد يكذب، ولا غرابة في ذلك، و النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) رواه الترمذي عَنْ أَنَسٍ رضيَ اللَّه عنهُ.

شهادة الزور تحمل في طياتها آثاماً:

شهادة الزور تحمل في طياتها آثاماً كثيرة فهي كبيرة من الكبائر وضمنها كبائر أخرى، من هذه الكبائر التي تحملها شهادة الزور:

أولاً: شاهد الزور كذَّاب مُفْتَرٍ، والكذب ليس من وصف المؤمن بل هو وصف المنافق: (إِذَاحَدَّثَ كَذَبَ) رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللَّه عنهُ. ورسول الله صلى الله عليه وسلم حذَّر من الكذب بقوله: (وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

ثانياً: شاهد الزور ظَلَمَ الذي شهد عليه، حيث بشهادته أخذ ماله وعرضه وروحه أحياناً بغير حق، والظلم ظلمات يوم القيامة، والله تعالى يقول: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار}.

ظلم الذي شهد عليه فأخذ منه ما لا يحل له، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ) رواه مسلم.

ثالثاً: شاهد الزور ظَلَم كذلك الذي شهد له، حيث أوصل إليه ما لا يحل له ولا يطيب له، أوصل إليه الحرام، وإذا أوصل إليه الحرام وجبت له النار، لأنه أخذ مال غيره بغير حق، وهذا ما يؤكده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ بِشَيْءٍ فَلا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ) رواه أبو داود.

رابعاً: أنه أباح ما حرَّم الله تعالى إذا اقتطع مالاً بغير حق من إنسان، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}.

وأباح ما حرَّم الله إذا هدر دم إنسان بغير حق، والله تعالى يقول: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}. وشاهد الزور بغير حقٍّ إذا أهدر دمَ إنسان فقُتِل، قُتِل ظلماً وعدواناً بسبب شهادة الزور والعياذ بالله تعالى.

فاحذر يا أخي من شهادة الزور ومن العمل بها فإنها كبيرة من الكبائر، ووالله شاهد الزور سيندم عاجلاً أم آجلاً، وربما أن لا ينفعه الندم، هناك في المجتمع من جعل عمله شاهد زور، فيأكل بشهادة الزور الحرام، وكلُّ جسد نبت من سحت فلا تطهِّره إلا النار.

حافظ يا أخي على صيامك من أن تقول زوراً أو تعمل زوراً أو تغشى فجوراً فتذهب بحسناتك وخاصة الصيام الذي لا يعلم أجره إلا الله تعالى.

خاتمة نسأل الله تعال حسنها:

فإذا تورطتَ لا قدَّر الله تعالى بشهادة زور فأسرع بالتوبة لله عز وجل، وذلك بالندم على ما فعلت، وبالجزم على أن لا تعود، وأن تعيد الحقوق لأصحابها، أسأل الله تعالى أن يوفِّقنا لحفظ اللسان وسائر الأركان من كل المخالفات ما ظهر منها وما بطن، حتى لا نضيع ما أكرمنا الله عز وجل به من الطاعات، وإلا كان العبد مفلساً يوم القيامة، كما جاء في الحديث الصحيح عن أَبي هريرة رضي اللَّه عنه، أَن رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: (أَتَدْرُون من الْمُفْلِسُ؟ قالُوا: الْمُفْلسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ. فقال: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقيامةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وزَكَاةٍ، ويأْتِي وقَدْ شَتَمَ هذا، وقذَف هذَا، وَأَكَلَ مالَ هَذَا، وسفَكَ دَم هذَا، وَضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذَا مِنْ حسَنَاتِهِ، وهَذا مِن حسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حسناته قَبْلَ أَنْ يقْضِيَ مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرحَتْ علَيْه، ثُمَّ طُرِح في النَّارِ) رواه مسلم.

اللهم وفِّقنا لما تحب وترضى يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام وعلى المرسلين والحمد لله رب العالمين.

**     **     **

 

 2009-09-13
 24970
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  دروس رمضانية

14-03-2024 207 مشاهدة
1-مواساة لأصحاب الأعذار في رمضان

يَا مَنْ أَقْعَدَكُمُ المَرَضُ عَنِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَقُلُوبُكُمْ تَتَلَهَّفُ للصِّيَامِ وَالقِيَامِ، أَبْشِرُوا وَلَا تَحْزَنُوا، فَأَنْتُمْ في نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، مَا دَامَتْ قُلُوبُكُمْ تَتَطَلَّعُ للصِّيَامِ ... المزيد

 14-03-2024
 
 207
26-05-2022 652 مشاهدة
28ـ غزوة بدر وحسرة المشركين

فِي خِتَامِ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى العَظِيمَةِ المُبَارَكَةِ، التي جَسَّدَتْ لَنَا بِوُضُوحٍ تَامٍّ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * ... المزيد

 26-05-2022
 
 652
26-05-2022 485 مشاهدة
27ـ غزوة بدر درس عملي لكل ظالم ومظلوم

غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى فِيهَا دَرْسٌ عَمَلِيٌّ لِكُلِّ ظَالِمٍ، وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ، وَكَأَنَّ لِسَانَ حَالِ الغَزْوَةِ يَقُولُ لِكُلِّ مَظْلُومٍ: اصْبِرْ وَصَابِرْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَحِيدَ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ، فَالعَاقِبَةُ لَكَ، ... المزيد

 26-05-2022
 
 485
29-04-2022 364 مشاهدة
26ـ غزوة بدر وتواضع القائد

مِنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى نَتَعَلَّمُ خُلُقَ التَّوَاضُعِ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَيْفَ كَانَ يَتَعَامَلُ مَعَ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ. ... المزيد

 29-04-2022
 
 364
29-04-2022 749 مشاهدة
25ـ هنيئًا لكم أيها الصائمون القائمون

يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ... المزيد

 29-04-2022
 
 749
29-04-2022 854 مشاهدة
24ـ أقوام عاشوا عيش السعداء

الزَّمَنُ يَمضِي ولا يَعُودُ، ولَيسَ هُناكَ شَيءٌ أسرَعُ من الزَّمَنِ، فهوَ لا يَتَوَقَّفُ، تَمُرُّ اللَّيالِي والأيَّامُ والشُّهُورُ والسَّنَوَاتُ على الإنسَانِ ويَنتَهِي وُجُودُهُ فِيها كَأَنَّهُ لم يَلبَثْ فِيها إلا سَاعَةً من الزَّمَنِ. ... المزيد

 29-04-2022
 
 854

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3154
المكتبة الصوتية 4763
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 411999114
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :