26ـ مع الصحابة وآل البيت رضي: توديعه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ للحياة (2)

 

 مع الصحابة و آل البيت رَضِيَ اللهُ عَنهُم

26ـ توديعه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ للحياة (2)

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أيُّها الإخوة الكرام: هُنَاكَ حَقِيقَةٌ غَفَلَ عَنهَا كَثِيرٌ من النَّاسِ، ولَحْظَةٌ حَاسِمَةٌ ومَصِيرٌ ومَآلٌ لا يُفَكِّرُ فِيهِ الكَثِيرُ الكَثِيرُ من النَّاسِ، إِنَّهَا حَقِيقَةُ ولَحْظَةُ ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾. إلى أَينَ من هذهِ الحَقِيقَةِ المَهْرَبُ؟ وإلى أَينَ مِنهَا المَفَرُّ؟

إِنْ مَشَيْنَا إلى الأَمَامِ ﴿فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾ وإِنْ مَشَيْنَا إلى الوَرَاءِ ﴿فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾ وإِنْ مَشَيْنَا إلى اليَمِينَ أو الشِّمَالِ ﴿فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾ وإِنْ صَعِدْنَا إلى الأَعْلَى ﴿فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾ وإِنْ نَزَلْنَا إلى الأَسْفَلِ ﴿فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: المَوْتُ لا يَمْنَعُ مِنهُ جُنُودٌ، ولا يُتَحَصَّنُ مِنهُ في حُصُونٍ، إِنَّهُ مُدْرِكُنَا جَمِيعَاً، إِنَّهُ وَاعِظٌ لا يَنْطِقُ، وَاعِظٌ صَامِتٌ يَأْخُذُ الغَنِيَّ والفَقِيرَ، ويَأْخُذُ الصَّحِيحَ والسَّقِيمَ، ويَأْخُذُ الشَّرِيفَ والوَضِيعَ، ويَأْخُذُ المُقِرَّ والجَاحِدَ، ويَأْخُذُ الزَّاهِدَ والعَابِدَ، ويَأْخُذُ الصَّغِيرَ والكَبِيرَ، والذَّكَرَ والأُنْثَى، ويَأْخُذُ الحَاكِمَ والمَحْكُومَ، ويَأْخُذُ الظَّالِمَ والمَظْلُومَ، ويَأْخُذُ الرَّسُولَ والمُرْسَلَ إِلَيهِم، قَالَ تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾.

تَوْدِيعُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ للحَيَاةِ:

أيُّها الإخوة الكرام: بَعْدَ أَنْ أَدَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ الأَمَانَةَ، وبَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وجَاهَدَ في اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، ونَزَلَ قَوْلُهُ تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينَاً﴾. أَخَذَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ يُوَدِّعُ الحَيَاةَ الدُّنيَا، ويُوَدِّعُ أَصْحَابَهُ الكِرَامَ، ويُوَدِّعُ مَوْتَى المُسْلِمِينَ من الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم، وبَدَأَ يُشِيرُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ إلى نِهَايَةِ أَجَلِهِ المَحْتُومِ من خِلالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتَابَاً مُؤَجَّلَاً﴾.

روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: «إِنَّ عَبْدَاً خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ».

فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، فَعَجِبْنَا لَهُ، وَقَالَ النَّاسُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ يُخْبِرُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا.

فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ هُوَ الْمُخَيَّرَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِهِ.

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذَاً خَلِيلَاً مِنْ أُمَّتِي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، إِلَّا خُلَّةَ الْإِسْلَامِ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ».

شُهُودُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ جِنَازَةً في البَقِيعِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد كَانَتْ بِدَايَةُ مَرَضِ الوَدَاعِ في اليَوْمِ التَّاسِعِ والعِشْرِينَ من شَهْرِ صَفَرَ سَنَةَ 11 هـ وكَانَ يَوْمَ الاثنينِ، وفِيهِ شَهِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ جِنَازَةً في البَقِيعِ.

أيُّها الإخوة الكرام: لقد كَانَ من سُنَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ شُهُودُ الجَنَائِزِ، وكَانَ يُذَكِّرُ الأُمَّةَ بِاغْتِنَامِ فُرْصَةِ الحَيَاةِ قَبْلَ المَوْتِ.

روى الترمذي عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا فِي جِنَازَةٍ فِي الْبَقِيعِ فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ فَجَلَسَ وَجَلَسْنَا مَعَهُ، وَمَعَهُ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الْأَرْضِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: «مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا قَدْ كُتِبَ مَدْخَلُهَا».

فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَإِنَّهُ يَعْمَلُ لِلسَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَإِنَّهُ يَعْمَلُ لِلشَّقَاءِ.

قَالَ: «بَلْ اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَإِنَّهُ يُيَسَّرُ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَإِنَّهُ يُيَسَّرُ لِعَمَلِ الشَّقَاءِ» ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: في التَّاسِعِ والعِشْرِينَ من شَهْرِ صَفَرَ شَهِدَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ جِنَازَةً في البَقِيعِ، فَلَمَّا رَجَعَ، وهوَ في الطَّرِيقِ أَخَذَهُ صُدَاعٌ في رَأْسِهِ الشَّرِيفِ، واتَّقَدَتِ الحَرَارَةُ، حَتَّى إِنَّ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُم كَانُوا يَجِدُونَ أَثَرَهَا فَوْقَ العِصَابَةِ التي تَعْصُبُ رَأْسَهُ.

روى الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها قَالَتْ: رَجَعَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ جِنَازَةٍ بِالْبَقِيعِ، وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعَاً فِي رَأْسِي، وَأَنَا أَقُولُ: وَا رَأْسَاهْ.

قَالَ: «بَلْ أَنَا وَا رَأْسَاهْ».

قَالَ: «مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ».

قُلْتُ: لَكِنِّي أَوْ لَكَأَنِّي بِكَ واللهِ لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ، لَقَدْ رَجَعْتَ إِلَى بَيْتِي فَأَعْرَسْتَ فِيهِ بِبَعْضِ نِسَائِكَ.

قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ ثُمَّ بُدِئَ بِوَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ.

اِتِّقَادُ الحَرَارَةِ في جَسَدِهِ الشَّرِيفِ:

أيُّها الإخوة الكرام: الكُمَّلُ من النَّاسِ يَفْرَحُونَ بالبَلاءِ كَمَا يَفْرَحُ النَّاسُ بالرَّخَاءِ، فَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ أَشَدُّ النَّاسِ بَلاءً، حَتَّى آخِرِ حَيَاتِهِ، فَفِي مَرَضِهِ الذي تَوَفَّاهُ اللهُ تعالى فِيهِ اشْتَدَّتْ عَلَيهِ الحَرَارَةُ في جَسَدِهِ الشَّرِيفِ، حَتَّى وَجَدَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُم أَثَرَهَا من فَوْقِ اللِّحَافِ.

روى ابن ماجه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ فَوَجَدْتُ حَرَّهُ بَيْنَ يَدَيَّ فَوْقَ اللِّحَافِ.

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَشَدَّهَا عَلَيْكَ؟

قَالَ: «إِنَّا كَذَلِكَ، يُضَعَّفُ لَنَا الْبَلَاءُ، وَيُضَعَّفُ لَنَا الْأَجْرُ».

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟

قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ».

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ مَنْ؟

قَالَ: «ثُمَّ الصَّالِحُونَ، إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ، حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُهُمْ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يُحَوِّيهَا، وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ».

خَطَبَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ بالنَّاسِ وهوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ الشَّرِيفَ:

أيُّها الإخوة الكرام: رَغْمَ شِدَّةِ الأَلَمِ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ حَرِيصَاً على جَمْعِ شَمْلِ الأُمَّةِ، ومُبَيِّنَاً فَضْلَ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

روى الإمام البخاري عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ مِن النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذَاً مِن النَّاسِ خَلِيلَاً لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلَاً، وَلَكِنْ خُلَّةُ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ، سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ».

خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد كَانَتِ الشَّدَائِدُ التي تَعْتَرِي سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وخَاصَّةً في مَرَضِهِ الذي انْتَقَلَ فِيهِ إلى الرَّفِيقِ الأَعْلَى، لا تَشْغَلُهُ عَن أَقْدَسِ عِبَادَةٍ، ألا وهيَ الصَّلاةُ، وذلكَ امْتِثَالاً لأَمْرِ رَبِّهِ عزَّ وجلَّ: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾. ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾.

روى الترمذي عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ فِي مَرَضِهِ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ فَقَرَأَ بِالْمُرْسَلَاتِ.

قَالَتْ: فَمَا صَلَّاهَا بَعْدُ حَتَّى لَقِيَ اللهَ.

نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخِتَامِ. آمين.

وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الخميس: 8/رمضان /1435هـ، الموافق: 25/حزيران / 2015م