طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فما يفعله والدك حرام ويعتبر سرقة من الأموال العامة، ويجب عليك أن تدوم على نصحه وتذكيره بالله تعالى، وذلك لقوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}، ولقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}.
وليكن أمرك بالمعروف لوالدك بأسلوب لطيف دون تعنيف ومع كامل الأدب، وأن يكون بلطف وسراً، واجعل نصحك له بين الحين والآخر وأنت تتحين أوقات صفائه وقربه من الله تعالى.
ومال والدك في هذه الحال مال فيه شبهة يجوز لك أن تأكل منه وتشرب وتلبس وتأخذ منه وتتزوج منه، لأن الإثم عليه لا عليك، وإن كان بوسعك أن تعمل مستقلاً عن والدك بدون سخط منه فافعل وهذا الأولى، وإلا فلا حرج عليك إن شاء الله تعالى.
وبوسعك إن أخذت شيئاً من المال من عند والدك أن تتصدق بشيء منه بنية تطهير هذا المال من الشوائب، ولكن الواجب على والدك أن يبرئ ذمته حصراً أمام شركة الكهرباء، وإلا فسيندم لا قدر الله تعالى بسبب سرقة الكهرباء.
أسأل الله تعالى لنا ولكم الهداية، وأن يغنينا بحلاله عن حرامه، وبطاعته عن معصيته، وبفضله عمن سواه. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |