طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَتَحْصُلُ صِلَةُ الأَرْحَامِ بِأُمُورٍ عَدِيدَةٍ مِنْهَا: الزِّيَارَةُ، وَالمُعَاوَنَةُ، وَقَضَاءُ الحَوَائِجِ، وَالسَّلَامُ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ». أَخْرَجَهُ الطبراني. وَمَعْنَى بُلُّوا: أَيْ نَدُّوهَا بِصِلَتِهَا.
كَمَا تَحْصُلُ الصِّلَةُ بِالكِتَابَةِ إِنْ كَانَ غَائِبَاً، وَهَذَا في غَيْرِ الأَبَوَيْنِ، أَمَّا هُمَا فَلَا تَكْفِي الكِتَابَةُ إِنْ طَلَبَا حُضُورَهُ.
وَتَحْصُلُ الصِّلَةُ بِبَذْلِ المَالِ، فَإِنَّهُ يُعْتَبَرُ صِلَةً لَهُمْ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الصَّدَقَةُ عَلَى المِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ». أَخْرَجَهُ الترمذي.
وَلَا تَحْصُلُ الصِّلَةُ للغَنِيِّ بِالزِّيَارَةِ فَقَط لِرَحِمِهِ المُحْتَاجِ، إِلَّا إِذَا وَصَلَهُ بِالمَالِ إِنْ كَانَ قَادِرَاً عَلَى الصَّدَقَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |