937ـ خطبة الجمعة: هل أصلحنا قلوبنا وطهرناها استعدادًا للقاء الله تعالى

937ـ خطبة الجمعة: هل أصلحنا قلوبنا وطهرناها استعدادًا للقاء الله تعالى

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

فَيَا عِبَادَ اللهِ: الدُّنْيَا لِلْبَشَرِ لَيْسَتْ بِدَارِ مَقَرٍّ، وَلَا بَقَاءٍ وَلَا خُلُودٍ، وَهُمْ عَمَّا قَلِيلٍ مِنْهَا ظَاعِنُونَ، وَمَا هِيَ إِلَّا أَيَّامٌ وَعَنْهَا رَاحِلُونَ، ثُمَّ هُمْ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِمْ وَاقِفُونَ مُخْتَصِمُونَ وَمُحَاسَبُونَ، فَلْيُفَكِّرْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مَا هُوَ قَائِلٌ إِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ، وَالعُيُوبُ ظَهَرَتْ، وَشَهِدَ عَلَيْهِ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ وَجِلْدُهُ؟ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْـمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾. وَيَقُولُ تَعَالَى: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: يَا حَسْرَةً عَلَى العِبَادِ، يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ بِالمَعْصِيَةِ، وَيَغْفُلُونَ عَنْ جُلُودِهِمْ وَأَسْمَاعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ، لَا يَسْتَتِرُونَ مِنْهَا، يَنْسَوْنَ أَنَّهَا سَتَشْهَدُ عَلَيْهِمْ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرَاً مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْـمُعْتَبِينَ﴾.

لَقَدْ أَهْلَكَتْهُمْ غَفْلَتُهُمْ عَنْ جُلُودِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمُ الَّتِي لَا تُفَارِقُهُمْ، وَالَّتِي لَا يَفُوتُهَا شَيْءٌ مِنْ مَعَاصِيهِمْ، وَالَّتِي تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ وَتَفْضَحُهُمْ، وَوَاللهِ إِنَّهَا لَفَضِيحَةٌ كَفِيلَةٌ بِأَنْ تُنَغِّصَ عَلَى الإِنْسَانِ دُنْيَاهُ كُلَّهَا، تَشْهَدُ عَلَيْهِ أَعْضَاؤُهُ بَيْنَ الخَلَائِقِ وَتَفْضَحُهُ بِأَعْمَالِهِ وَأَقْوَالِهِ القَبِيحَةِ، وَيَنْكَشِفُ كَذِبُ الإِنْسَانِ، وَيَنْكَشِفُ ظُلْمُهُ، وَيَنْكَشِفُ فُجُورُهُ، وَتَنْكَشِفُ نَوَايَاهُ، وَيُصْبِحُ عَارِيًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ عُرْيًا مَعْنَوِيًّا بَعْدَ العُرْيِ الـحِسِّيِّ، وَيَخْذُلُهُ الشَّيْطَانُ الَّذِي كَانَ يُحَرِّضُهُ عَلَى مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَقُولُ لَهُ وَلِأَمْثَالِهِ: ﴿وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِـمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.

﴿وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾:

يَا عِبَادَ اللهِ: العَجَبُ كُلُّ العَجَبِ مِنْ إِنْسَانٍ مُؤْمِنٍ بِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾. وَمُؤْمِنٍ وَمُوقِنٍ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾. وَمُؤْمِنٌ وَمُوقِنٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾. لَا يَخْشَى مِنْ رَقَابَةِ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ، وَيُرَاقِبُ البَشَرَ، يُرَاقِبُ البَشَرَ الغَافِلِينَ، وَلَا يُرَاقِبُ الحَيَّ القَيُّومَ الَّذِي لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ.

يَا عِبَادَ اللهِ: رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ كُلَّهَا، وَوَسِعَ بَـصَرُهُ المَوْجُودَاتِ كُلَّهَا، وَوَسِعَ عِلْمُهُ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا دِقَّهَا وَجَلِيَّهَا، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾. فَأَيْنَ نَذْهَبُ؟ وإلى أَيْنَ نَفِرُّ؟ فَلَا مَفَرَّ مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾.

أَعِدُّوا لِيَوْمِ الدِّينِ عُدَّتَهُ:

يَا عِبَادَ اللهِ: لِنَتَزَوَّدْ لِيَوْمِ المَعَادِ، وَلَا تُلْهِنَا دَارُ الغُرُورِ وَالهَوَانِ، فَتُنْسِينَا مَا كَتَبَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى أَهْلِهَا مِنَ البَوَارِ وَالفَنَاءِ ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْـمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾. ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: أَعِدُّوا لِيَوْمِ الدِّينِ عُدَّتَهُ، فَمَنْ أَرَادَ الفَوْزَ وَالنَّجَاةَ فَلْيَعْمَلْ حَتَّى يَفُوزَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبَى أَنْ يَكُونَ الفَوْزُ إِلَّا لِأَهْلِ التَّقْوَى الَّذِينَ حَصَّلُوا طُرُقَهَا وَأَسْبَابَهَا، فَوَعَدَهُمْ بِقَوْلِهِ: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾. وَوَعْدُهُ حَقٌّ، وَوَعَدَهُمْ بِقَوْلِهِ: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا﴾. وَوَعْدُهُ حَقٌّ، وَوَعَدَهُمْ بِقَوْلِهِ: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾. وَوَعْدُهُ حَقٌّ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ عَصَى اللهَ تَعَالَى مَنْ عَصَاهُ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِقِلَّةِ يَقِينِهِ بِلِقَاءِ اللهِ تَعَالَى وَوُقُوفِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَادَتْهُ غَفْلَتُهُ عَنِ وَقْفَةِ الحِسَابِ إِلَى الاسْتِمْرَارِ فِي المُخَالَفَةِ وَالعِصْيَانِ وَالتَّمَادِي فِي التَّفْرِيطِ وَالإِهْمَالِ، وَصَدَقَ اللهُ تَعَالَى القَائِلُ: ﴿أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. أَلَا يَظُنُّ هَؤُلَاءِ العُصَاةُ الذينَ غَفَلُوا عَنْ مُرَاقَبَةِ اللهِ تَعَالَى، وَرَاقَبُوا العِبَادَ، بِأَنَّ حِسَابَهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى لَا عَلَى البَشَرِ؟ ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾. وَأَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ فِي رْشْحِهِمْ وَعَرَقِهِمْ وَهَوْلِهِمْ وَرُعْبِهِمْ وَكَرْبِهِمْ وَبُؤْسِهِمْ وَنَكَدِهِمْ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ في انْتِظَارِ فَصْلِ القَضَاءِ وَالقِصَاصِ بَيْنَهُمْ في مَحْكَمَةِ اللهِ تَعَالَى العَادِلَةِ، لَا يَخَافُ المُؤْمِنُ فِيهَا ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴿وَنَضَعُ الْـمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: العَاقِلُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ، العَاقِلُ مَنْ سَمِعَ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾. خَبِيرٌ بِأَعْمَالِكُمْ، خَبِيرٌ بِأَقْوَالِكُمْ، خَبِيرٌ بِنَوَايَاكُمْ، خَبِيرٌ بِمَشَاعِرِكُمْ، خَبِيرٌ بِمَا تُكِنُّهُ قُلُوبُكُمْ ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: هَلْ أَصْلَحْنَا قُلُوبَنَا وَأَحْوَالَنَا اسْتِعْدَادًا لِلِقَاءِ اللهِ تَعَالَى فِي يَوْمٍ ﴿لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾؟

هَلْ طَهَّرْنَا قُلُوبَنَا مِنَ الشَّكِّ وَالشِّرْكِ وَالرِّيَاءِ؟ هَلْ طَهَّرْنَا قُلُوبَنَا مِنَ الظُّنُونِ وَالتَّعَلُّقِ بِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى، أَوِ التَّوَكُّلِ عَلَى غَيْرِهِ تَعَالَى؟ هَلْ طَهَّرْنَا قُلُوبَنَا مِنْ أَمْرَاضِ الحِقْدِ وَالحَسَدِ وَالغِلِّ تُجَاهَ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى، وَدَعَوْنَا اللهَ تَعَالَى بِقَوْلِنَا: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

يَا عِبَادَ اللهِ: أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ أَصْحَابُ القُلُوبِ السَّلِيمَةِ مِنْ جَمِيعِ المَعَاصِي وَالمُنْكَرَاتِ، هُمُ الهَيِّنُونَ اللَّيِّنُونَ الطَّائِعُونَ للهِ تعالى فِي سَائِرِ أَحْوَالِهِمْ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِسُمُوِّ الهِمَّةِ وَعُلُوِّ الطَّلَبِ، وَاجْعَلْ رِضَاكَ مَقْصُودَنَا وَهَمَّنَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. آمين.

أَقُولُ هَذَا القَوْلَ وَكُلٌّ مِنَّا يَسْتَغْفِرُ اللهَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

**    **    **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 11/ ذو القعدة /1446هـ، الموافق: 9/ أيار / 2025م