145ـ كلمات في مناسبات:موعظة من سيد القراء

145ـ كلمات في مناسبات

موعظة من سيد القراء

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَوْعِظَةٌ مِنْ مَوَاعِظِ سَيِّدِ القُرَّاءِ سَيِّدِنَا أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

يَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: تَعَلَّمُوا العِلْمَ وَاعْمَلُوا بِهِ، وَلَا تَتَعَلَّمُوهُ لِتَتَجَّمَلُوا بِهِ؛ فَإِنَّهُ يُوشِكُ إِنْ طَالَ بِكُمْ زَمَانٌ أَنْ يُتَجَمَّلَ بِالعِلْمِ كَمَا يَتَجَمَّلُ الرَّجُلُ بِثَوْبِهِ. كَذَا فِي جَامِعِ بَيَانِ العِلْمِ وَفَضْلِهِ لِابْنِ عَبْدِ البَرِّ.

رَحِمَكَ اللهُ يَا سَيِّدِي أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، كَأَنَّكَ تَنْظُرُ إلى الغَيْبِ مِنْ سِتْرٍ رَقِيقٍ حِينَ تَصِفُ حَالَ طَائِفَةٍ مِنَ النَّاسِ، إِذْ جَعَلُوا هَمَّهُمْ فِي طَلَبِ العِلْمِ أَنْ يَتَجَمَّلُوا بِهِ فِي مَجَالِسِهِمْ، وَيَتَصَدَّرُوا فِيهَا، أَوْ لِيُشَارَ إِلَيْهِمْ بِالبَنَانِ، أَوْ لِيَصْرِفُوا وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِمْ، أَجَارَنَا اللهُ مِنْ ذَلِكَ.

وَرَحِمَ اللهُ الإِمَامَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ إِذْ كَانَ يَقُولُ:

إِذَا الْعِلْمُ لَمْ تَعْمَلْ بِهِ كَانَ حُـجَّةً   ***   عَلَيْكَ وَلَمْ تُعْذَرْ بِمَا أَنْتَ جَاهِلُهْ

فَإِنْ كُـنْتَ قَـدْ أُوتِيتَ عِلْمًا فَإِنَّمَا   ***   يُـصَدِّقُ قَوْلُ الْمَرْءِ مَا هُـوَ فَاعِلُهْ

يَا رَبَّنَا اجْعَلْ أَعْمَالَنَا تُطَابِقُ أَقْوَالَنَا، وَاجْعَلْ أَقْوَالَنَا مُنْضَبِطَةً بِضَوَابِطِ الشَّرِيعَةِ. آمين.

**    **    **

                                                                              أخوكم أحمد شريف النعسان

                                                                                     يرجوكم دعوة صالحة