طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}، ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ، وَلَمْ يَحُجَّ، فَلا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}).
وبناء على ذلك:
فليس من شروط صحة الحج موافقة ولي الأمر وأخذ التصريح منه، ولكن إذا كانت الدولة لا تسمح إلا بالتصريح من باب التنظيم لشؤون الحجاج، فطاعة ولي الأمر في هذه الحالة واجبة، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}.
وبذلك يحجُّ الحاج مرتاح البال مطمئناً، ويؤدي مناسكه بدون مخالفات لمحظورات الإحرام، لأن هذا التصريح يُبتغى منه ضبط الأعداد، لأن الأماكن لا تتسع.
ومع ذلك فلو حجَّ الرجل بدون تصريح فحجُّه صحيح إن شاء الله تعالى إذا توافرت فيه شروط الصحة. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |