طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: جاء في سنن أبي داود عَنْ حَجَّاجِ بْنِ حَجَّاجٍ رضيَ اللهُ عنهما قَالَ: (قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يُذْهِبُ عَنِّي مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ؟ قَالَ: «غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ».
ثانياً: جاء في عونِ المعبودِ، قَالَ الْقَاضِي: وَالْمَعْنَى أَيُّ شَيْءٍ يُسْقِط عَنِّي حَقّ الْإِرْضَاع حَتَّى أَكُون بِأَدَائِهِ مُؤَدِّيًا حَقّ الْمُرْضِعَة بِكَمَالِهِ.
ثالثاً: وَقَالَ الْإِمَام الْخَطَّابِيّ فِي الْمَعَالِم: يَقُول إِنَّهَا قَدْ خَدَمَتْك وَأَنْتَ طِفْل وَحَضَنَتْك وَأَنْتَ صَغِير فَكَافِئْهَا بِخَادِمٍ يَخْدُمهَا وَيَكْفِيهَا الْمِهْنَة قَضَاء لِذِمَامِهَا وَجَزَاء لَهَا عَلَى إِحْسَانهَا اِنْتَهَى . وَقَدْ اُسْتُدِلَّ بِالْحَدِيثِ عَلَى اِسْتِحْبَاب الْعَطِيَّة لِلْمُرضِعَةِ عِنْد الْفِطَام وَأَنْ يَكُون عَبْدًا أَوْ أَمَة، لأنَّهَا كانَت أَغلَى الأَموالِ ولِذا سُمِّيَت ـ غرَّةً ـ.
وبناء على ذلك:
فَيُستَحَبُّ لكَ أن تُكرِمَ هذِهِ المرأةَ التي أرضَعتكَ وذلِكَ على قَدرِ استِطاعَتِكَ وأن تَتَفقَّدَهَا بينَ الحِينِ والآخر بِهديَّةٍ ولو كانت يسيرةً، لأنَّ عهدَ الإماءِ والرقيقِ قدِ انتهى. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |