طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فاللِّحْيَةُ الخَفِيفَةُ التي تَظهَرُ البَشَرَةُ تَحتَهَا ولا تَستُرُهَا يَجِبُ غَسْلُ ظَاهِرِهَا، وإيصَالُ المَاءِ إلى مَا تَحتَهَا في الوُضُوءِ والغُسْلِ، وذلكَ لِقَولِهِ تعالى: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾.
أمَّا اللِّحْيَةُ الكَثِيفَةُ، وهيَ التي لا تَظهَرُ البَشَرَةُ تَحتَهَا، فَيَجِبُ غَسْلُ ظَاهِرِهَا فَقَط، لأنَّ اللهَ تعالى أَمَرَ بِغَسْلِ الوَجْهِ، وهوَ ما تَحْصُلُ بِهِ المُوَاجَهَةُ، وفي اللِّحْيَةِ الكَثِيفَةِ تَحصُلُ المُوَاجَهَةُ بالشَّعْرِ الظَّاهِرِ.
وذَهَبَ جُمهُورُ الفُقَهَاءِ إلى سُنِّيَّةِ تَخْلِيلِ اللِّحْيَةِ الكَثِيفَةِ، لما روى أبو داود عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ أَخَذَ كَفَّاً مِنْ مَاءٍ، فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ، فَخَلَّلَ بِهِ لِحْيَتَهُ؛ وَقَالَ:«هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ».
وبناء على ذلك:
فاللِّحْيَةُ إذا كَانَت خَفِيفَةً وَجَبَ غَسْلُهَا وغَسْلُ مَا تَحتَهَا، وأمَّا إذا كَانَت كَثِيفَةً وَجَبَ غَسْلُ ظَاهِرِهَا، وسُنَّ تَخْلِيلُهَا بالمَاءِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |