طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد وَرَدَ في شُعَبِ الإيمَانِ للبيهقي قَالَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللهُ عنهُ: قَطْرَتَانِ وَجُرْعَتَانِ، فَمَا جُرْعَةٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُهَا عَبْدٌ بِحِلْمٍ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ.
وَجُرْعَةِ مُصِيبَةٍ مُوجِعَةٍ يَصْبِرُ عَلَيْهَا عِنْدَ اللهِ.
قَالَ: وَمَا قَطْرَةٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَطْرَةِ دَمٍ فِي سَبِيلِهِ.
أَوْ قَطْرَةِ دَمْعٍ مِنْ عَبْدٍ سَاجِدٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ لَا يَرَى مَكَانَهُ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.
وبناء على ذلك:
فهذا لَيسَ بِحَدِيثٍ عن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ولكن جُزءٌ مِنهُ من كَلامِ سَيِّدِنَا الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُما.
ولكن مَعنَاهُ صَحِيحٌ، فالحِلْمُ صِفَةٌ مَحبُوبَةٌ حَرَّضَ عَلَيهَا الشَّرعُ الشَّرِيفُ، وكذلكَ الصَّبْرُ، والجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ، والبُكَاءُ من خَشيَةِ اللهِ، وكَثْرَةُ الخُطَا إلى المَسَاجِدِ، وصِلَةُ الرَّحِمِ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |