طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد روى البَيْهَقِيُّ وَأَبُو يَعْلَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ شَيْءٍ صَفْوَةٌ، وَصَفْوَةُ الصَّلَاةِ التَّكْبِيرَةُ الْأُولَى». وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ. وَصَفْوَةُ الشَّيْءِ: خُلاصَتُهُ.
وروى البَيْهَقِيُّ عَن أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ شَيِءٍ أَنَفَةٌ، وَإِنَّ أَنَفَةَ الصَّلاةِ التَّكبِيرَةُ الأُولَى، فَحَافِظُوا عَلَيْهَا».
أَنَفَةُ كُلِّ شَيْءٍ: أَوَّلُهُ وَمُقَدِّمَتُهُ؛ وَأَنَفَةُ الصَّلاةِ التَّكبِيرَةُ الأُولَى، لِأَنَّ الصَّلاةَ تُبْدَأُ بِهَا؛ وهذهِ الأَحَادِيثُ ضَعِيفَةٌ.
وَقَد ذَكَرَ الفُقَهَاءُ بِأَنَّ إِدْرَاكَهَا سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، وَكَانَ السَّلَفُ إِذَا فَاتَتْهُمْ تَكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ عَزَّوْا أَنْفُسَهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَإِذَا فَاتَتْهُمُ الْجَمَاعَةُ عَزَّوْا أَنْفُسَهُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَإِذَا فَاتَتْهُمُ الجُمُعَةُ عَزَّوْا أَنْفُسَهُمْ سَبْعِينَ يَوْمَاً.
وبناء على ذلك:
فَالحَدِيثُ ضَعِيفٌ، وَلَكِنْ مَعْنَاهُ صَحِيحٌ، لِأَنَّهَا تَحْرِيمُ الصَّلاةِ، فَهِيَ بِدَايَةُ الصَّلاةِ، وَيُتَوَقَّفُ انْعِقَادُ الصَّلاةِ عَلَيْهَا، وَإِدْرَاكُهَا مَعَ الإِمَامِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ؛ وَذَكَرَ الفُقَهَاءُ بِأَنَّ إِدْرَاكَهَا مَعَ الإِمَامِ يَكُونُ عَقِبَ تَحْرِيمِ الإِمَامِ؛ وَبَعْضُهُم قَالَ: قَبْلَ شُرُوعِ الإِمَامِ بالقِرَاءَةِ؛ وَبَعْضُهُم قَالَ: إِذَا أَدْرَكَهَا في الرَّكْعَةِ الأُولَى؛ وَبَعْضُهُم قَالَ: إِذَا أَدْرَكَهَا بِأَوَّلِ رُكُوعٍ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |