طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَمَن أَرَادَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ فِتْنَةِ النِّسَاءِ وَعَدَمِ الرُّكُونِ إِلَيْهِنَّ وَالتَّعَلُّقِ بِهِنَّ، فَعَلَيْهِ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالأَخْذِ بِمَا أَمَرَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَـعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْـبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» رواه الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَعَلَيْهِ بِغَضِّ البَصَرِ، وَالبُعْدِ عَنْ كُلِّ مَا يُثِيرُ الشَّهَوَاتِ، وَأَنْ يُكْثِرَ مِنَ الصِّيَامِ، وَأَنْ يَجْتَنِبَ الحَدِيثَ مَعَ النِّسَاءِ الأَجْنَبِيَّاتِ مِنْهُنَّ، فَضْلَاً عَنِ الخَلْوَةِ بِهِنَّ، وَأَنْ يُكْثِرَ مِنَ الدُّعَاءِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، كَمَا فَعَلَ سَيِّدُنَا يُوسُفُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَقَالَ: ﴿وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾.
وَأَنْ يَصْدُقَ اللهَ تعالى في دُعَائِهِ، وَحَاشَا لِرَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ يَدْعُوهُ دُعَاءَ العَبْدِ المُضْطَرِّ ثُمَّ يَتَخَلَّى عَنْهُ، فَاللهُ تعالى يُثَبِّتُ مَنْ أَرَادَ الثَّبَاتَ عَلَى الحَقِّ ﴿وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئَاً قَلِيلَاً﴾. فَمَنْ صَدَقَ اللهَ تعالى صَدَقَهُ اللهُ تعالى.
وبناء على ذلك:
فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنَ التَّقْوَى الصَّبْرُ عَلَى الطَّاعَةِ، وَالصَّبْرُ عَنِ المَعْصِيَةِ، وَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ الذي عَلَّمَنَا إِيَّاهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.
وَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ بِصِدْقٍ وَجِدٍّ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حَقَّ الحَيَاءِ مِنْكَ، وَوَفِّقْنِي لِأَنْ أَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَأَنْ أَذْكُرَ المَوْتَ وَالبِلَى.
وَتَذَكَّرْ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ» رواه الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
احْفَظِ اللهَ في حُدُودِهِ، يَحْفَظْكَ اللهُ تعالى مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ.
وَأَكْثِرْ مِنَ النَّوَافِلِ، نَوَافِلِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ، وَتِلَاوَةِ القُرْآنِ، وَبِذَلِكَ تَكُونُ مَحْبُوبَاً عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالمَحْبُوبُ مَحْفُوظُ الجَوَارِحِ بِإِذْنِ اللهِ تعالى، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: «فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَـمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ». هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 https://www.naasan.net/print.ph/ |