طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
الحَدِيثُ لَيْسَ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَلَكِنَّهُ وَرَدَ بِلَفْظٍ قَرِيبٍ مِنْ هَذَا، فَقَدْ روى النسائي عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السَّلَمِيِّ، أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ.
فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟».
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: «فَالْزَمْهَا، فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا».
وَفِي رِوَايَةٍ لابن ماجه: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ.
قَالَ: «وَيْحَكَ، أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟».
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: «ارْجِعْ فَبَرَّهَا».
ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ.
قَالَ: «وَيْحَكَ، أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟».
قُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ.
قَالَ: «فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا».
ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ أَمَامِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ.
قَالَ: «وَيْحَكَ، أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟».
قُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ.
قَالَ: «وَيْحَكَ، الْزَمْ رِجْلَهَا، فَثَمَّ الْجَنَّةُ».
وَفِي رِوَايَةٍ للإمام أحمد عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ، أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَدْتُ الْغَزْوَ وَجِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ.
فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟».
قَالَ: نَعَمْ.
فَقَالَ: «الْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلِهَا».
ثُمَّ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ فِي مَقَاعِدَ شَتَّى كَمِثْلِ هَذَا الْقَوْلِ.
وَمَعْنَى الحَدِيثِ: أَنَّ التَّوَاضُعَ للأُمَّهَاتِ، وَإِطَاعَتَهُنَّ في خِدْمَتِهِنَّ وَعَدَمَ مُخَالَفَتَهُنَّ ـ إِلَّا فِيمَا حَظَرَ الشَّرْعُ ـ سَبَبٌ عَظِيمٌ لِدُخُولِ الجَنَّةِ بِفَضْلِ اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |