السؤال :
مَتَى تُقَالُ كَلِمَةُ «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ» في الصَّلَاةِ؟ هَلْ تُقَالُ في الرُّكُوعِ أَمْ في السُّجُودِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10005
 2019-10-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

روى الإمام مسلم عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَنَّ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْها ـ نَبَّأَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ».

وَذَكَرَ الفُقَهَاءُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَنَّ التَّسْبِيحَ في الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ سُنَّةٌ، وَأَدْنَاهُ أَنْ يَقُولَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيمِ ثَلَاثَاً في الرُّكُوعِ، وَفي السُّجُودِ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى ثَلَاثَاً.

وَكَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُسَبِّحُ في رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ بِـ «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ».

وَسُبُّوحٌ قُدُّوسٌ مِنْ صِفَاتِ اللهِ تعالى، وَالمَقْصُودُ هُوَ المُسَبَّحُ وَالمُقَدَّسُ، فَكَأَنَّهُ يَقُولُ: مُسَبَّحٌ مُقَدَّسٌ؛ وَمَعْنَى سُبُّوحٍ: المُبَرَّأُ مِنَ النَّقَائِصِ وَالشَّرِيكِ وَكُلِّ مَا لَا يَلِيقُ بِالأُلُوهِيَّةِ.

وَقُدُّوسٌ بِمَعْنَى المُطَهَّرُ مِنْ كُلِّ مَا لَا يَلِيقُ بِالخَالِقِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَكَلِمَةُ «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ» تُقَالُ في الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، أَمَّا في افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ فَيَقُولُ: «سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ» رواه أبو داود. هذا، والله تعالى أعلم.