السؤال :
مَا حُكْمُ الصَّلَاةِ خَلْفَ إِمَامٍ، وَالنَّاسُ لَهُ كَارِهُونَ، وَهُوَ يَعْلَمُ ذَلِكَ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10029
 2019-11-13

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد روى الترمذي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ آذَانَهُمْ: العَبْدُ الآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ».

وروى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ رُؤُوسَهُمِ: الْعَبْدُ الْآبِقُ، وَالْمَرْأَةُ تَبِيتُ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَإِمَامٌ أَمَّ قَوْمَاً وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ».

وروى ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُقْبَلُ لَهُمْ صَلَاةٌ، الرَّجُلُ يَؤُمُّ الْقَوْمَ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَالرَّجُلُ لَا يَأْتِي الصَّلَاةَ إِلَّا دِبَارَاً (يَعْنِي بَعْدَ مَا يَفُوتُهُ الْوَقْتُ) وَمَنْ اعْتَبَدَ مُحَرَّرَاً (أَي اتَّخَذَ عَبْدَاً بِالقَهْرِ بَعْدِ عَتْقِهِ)».

وروى ابن ماجه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُرْفَعُ صَلَاتُهُمْ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ شِبْرَاً: رَجُلٌ أَمَّ قَوْمَاً وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ».

وَنَصَّ الفُقَهَاءُ أَنَّهُ يُكْرَهُ أَنْ يَؤُمَّ الرَّجُلُ قَوْمَاً أَكْثَرُهُمْ يَكْرَهُهُ بِحَقٍّ، كَأَنْ يَكُونَ كَذَّابَاً، أَو ظَالِمَاً، أَو جَاهِلَاً، أَو فَاسِقَاً.

أَمَّا إِذَا كَانَ ذَا دِينٍ وَخُلُقٍ وَاتِّبَاعٍ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ صَاحِبَ كَلِمَةِ حَقٍّ بِحِكْمَةٍ، وَيَأْمُرُ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ، فَلَا تُكْرَهُ في حَقِّهِ الإِمَامَةُ، وَإِنَّمَا العَتَبُ وَاللَّوْمُ عَلَى مَنْ كَرِهَهُ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالإِمَامُ إِذَا كَانَ ذَا خُلُقٍ مَذْمُومٍ، وَالنَّاسُ يَعِيبُونَ فِيهِ خُلُقَاً مِنَ الأَخْلَاقِ المَذْمُومَةِ فَإِمَامَتُهُ تُكْرَهُ تَحْرِيمَاً، وَأَمَّا مَنْ صَلَّى خَلْفَهُ مُكْرَهَاً، فَصَلَاتُهُ صَحِيحَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، وَالإِثْمُ عَلَى الإِمَامِ، وَخَاصَّةً إِذَا وُجِدَ مِنْ هُوَ أَصْلَحُ وَأَتْقَى. هذا، والله تعالى أعلم.