السؤال :
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ أَعْمَارَ أَهْلِ الجَنَّةِ وَاحِدَةٌ، لَا يَكْبَرُونَ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10056
 2019-11-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد روى الترمذي عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ جُرْدَاً مُرْدَاً مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً».

جُرْدَاً: جَمْعُ أَجْرَدَ، وَهُوَ الذي لَا شَعْرَ عَلَى جَسَدِهِ.

مُرْدَاً: جَمْعُ أَمْرَدَ، وَهُوَ الغُلَامُ الذي لَا شَعْرَ عَلَى ذَقْنِهِ.

مُكَحَّلِينَ: أَجْفَانُ أَعْيُنِهِمْ سُودٌ كَالكُحْلِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَجَمِيعُ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الشَّبَابِ وَالشُّيُوخِ وَالكُهُولِ إِنَّمَا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ في سِنِّ الشَّبَابِ.

وَهَذَا مِنْ جُمْلَةِ النَّعِيمِ الذي قَالَ تعالى فِيهِ: ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾. وَالذي قَالَ فِيهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ «قَالَ اللهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَـشَرٍ، فَاقْرَأوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

فَحَالُ أَهْلِ الجَنَّةِ أَكْمَلُ حَالٍ، وَأَفْضَلُهُ وَأَعْلَاهُ مِن كُلِّ الوُجُوهِ.

وَأَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِهَا بِجُودِهِ وَفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.