السؤال :
وَلَدِي مُقِيمٌ في دَوْلَةٍ أَوربيَّةٍ، يُرِيدُ أَنْ يَسْتَقْرِضَ قَرْضَاً رِبَوِيَّاً مِنْ بَعْضِ البُنُوكِ، وَيَرْجِعَ إلى بَلَدِهِ لِاسْتِثْمَارِ هَذَا المَالِ، ثُمَّ يُعِيدَ القَرْضَ بِأُسْلُوبٍ خَاصٍّ للبَنْكِ بِدُونِ الفَوَائِدِ الرِّبَوِيَّةِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10121
 2020-01-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: وَلَدُكُمْ هَذَا سَيُعْطِي صُورَةً حَسَنَةً عَنْ إِسْلَامِهِ وَدِينِهِ بِهَذَا التَّصَرُّفِ؟ روى المروزي عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ عَلَى ثَغْرَةٍ مِنْ ثُغَرِ الإِسْلَامِ، اللهَ اللهَ لَا يُؤْتَى الْإِسْلَامُ مِنْ قِبَلِكَ».

قُلْ لِوَلَدِكَ: أَعْطِ صُورَةً حَسَنَةً عَنْ إِسْلَامِكَ، وَلَا تَكُنْ خَائِنَاً غَدَّارَاً، فَهَذَا لَيْسَ بِوَصْفِ الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ.

ثانياً: العَقْدُ الرِّبَوِيُّ عَقْدٌ مُحَرَّمٌ شَرْعَاً، مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ دَخَلَ فِيهِ روى الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ. وَقَالَ: «هُمْ سَوَاءٌ».

وَالتَّوْقِيعُ عَلَى عَقْدِ الرِّبَا كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَالمُوَقِّعُ مَشْمُولٌ بِالوَعِيدِ النَّبَوِيِّ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَلَا يَجُوزُ لِوَلَدِكُمْ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا الأَمْرَ، لِأَنَّهُ مِنَ الكَبَائِرِ، وَلِأَنَّهُ مِنَ الغِشِّ، وَلِأَنَّهُ مِنَ الخِدَاعِ، وَلِأَنَّهُ مِنَ الخِيَانَةِ، وَلِأَنَّهُ يُعْطِي صُورَةً سَيِّئَةً عَنْ إِسْلَامِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.