السؤال :
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته أنا موظف تابع لوزارة الصحة و عملي ضمن مشفى بصفة أمين مستودع الأدوية أساس عمل الموظفين هو دوام يومي ٨ ساعات و لكن طبيعة عملي لا تقتضي الوجود الدائم و أنا أقوم بالدوام بشكل يومي و لكن ساعتان يوميا فقط على الغالب بما يضمن عدم تعطل المصلحة العامة علما ان ادارة المشفى تعلم بعدم انتظامي بساعات الدوام و ضمن رضاهم علما انني اخرج لقضاء اعمالي الاخرى لانه لدي العديد من الالتزامات والاعمال افتوني في عدم التزامي بساعات الدوام الاساسية وخروجي من العمل و جزاكم الله خيرا
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10384
 0000-00-00

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد روى الإمام البخاري، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «المُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ».

وَالدَّوَامُ الرَّسْمِيُّ الذي حُدِّدَ ابْتِدَاءً وَانْتِهَاءً، وَتَعَاقَدَ عَلَيْهِ المُوَظَّفُ مَعَ الجِهَةِ المَعْنِيَّةِ هُوَ مُلْزِمُ للمُوَظَّفِ، وَوَاجِبٌ عَلَيْهِ التَّقَيُّدُ بِبِدَايَةِ العَمَلِ وَنِهَايَتِهِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى أَوْجَبَ عَلَيْنَا الوَفَاءَ بِالعَقْدِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾.

وَيُعْتَبَرُ العَقْدُ الذي يَتِمُّ بَيْنَ المُوَظَّفِ وَالجِهَةِ المَعْنِيَّةِ هُوَ مِنَ العُهُودِ التي يَجِبُ الوَفَاءُ بِهَا، قَالَ تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ﴾.

وَالعَقْدُ أَمَانَةٌ في عُنُقِ المُوَظَّفِ، قَالَ تعالى: ﴿فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ﴾.

وَالخُلْفُ بِشَرْطِ العَقْدِ، وَالخُلْفُ بِالعَهْدِ، وَالخُلْفُ بِالأَمَانَةِ لَيْسَ مِنْ وَصْفِ الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ، بَلْ هُوَ مِنْ وَصْفِ الإِنْسَانِ المُنَافِقِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَتَغَيُّبُ المُوَظَّفِ عَنْ عَمَلِهِ، أَو التَّأَخُّرُ عَنْهُ هَذَا لَا يَجُوزُ شَرْعَاً، لِأَنَّ فِيهِ إِخْلَالَاً بِالعَقْدِ وَالعَهْدِ وَالأَمَانَةِ، وَخَاصَّةً إِذَا كَانَ المُوَظَّفُ مُدَرِّسَاً أَو مُدَرِّسَةً؛ وَالمَالُ الذي يَأْخُذُهُ المُوَظَّفُ مَعَ غِيَابِهِ وَتَأَخُّرِهِ هُوَ مَالٌ حَرَامٌ شَرْعَاً، وَهُوَ آكِلٌ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالبَاطِلِ.

لِذَلِكَ وَجَبَ عَلَى المُوَظَّفِ التَّوَاجُدُ في مَكَانِ عَمَلِهِ مِنْ بِدَايَةِ الدَّوَامِ إلى نِهَايَتِهِ المُتَّفَقِ عَلَيْهَا مَعَ الجِهَةِ المَعْنِيَّةِ، سَوَاءٌ كَانَ عِنْدَهُ عَمَلٌ أَمْ لَا. هذا، والله تعالى أعلم.