السؤال :
هَلِ المَلَائِكَةُ الكِرَامُ يَرَوْنَ اللهَ تعالى؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 11430
 2021-08-18

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ ـ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: النَّارُ ـ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ».

وَيَقُولُ الإِمَامُ الحَافِظُ: وَذَلِكَ هُوَ الْحِجَابُ الَّذِي تُدْهَشُ دُونَهُ العُقُولُ، وَتُبْهَتُ الأَبْصَارُ، وَتَتَحَيَّرُ البَصَائِرُ، فَلَوْ كَشَفَهُ فَتَجَلَّى لِمَا وَرَاءَهُ بِحَقَائِقِ الصِّفَاتِ وَعَظَمَةِ الذَّاتِ لَمْ يَبْقَ مَخْلُوقٌ إِلَّا احْتَرَقَ، وَلَا مَنْظُورٌ إِلَّا اضْمَحَلَّ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَاللهُ تَبَارَكَ وتعالى مُحْتَجِبٌ عَنْ خَلْقِهِ، بِمَا فِيهِمُ المَلَائِكَةُ الكِرَامُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، بِأَنْوَارِ عِزِّهِ وَجَلَالِهِ وَكِبْرِيَائِهِ؛ وَلَكِنْ: الكُلُّ يَرَى اللهَ تعالى في الجَنَّةِ، كَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

جَاءَ في كِتَابِ الشَّرِيعَةِ للآجُرِّيِّ: عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: كُلُّ مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ يَرَى اللهَ تَعَالَى؟

قَالَ: نَعَمْ. هذا، والله تعالى أعلم.