السؤال :
السلام عليكم شيخنا العزيز أسعد الله أوقاتكم بالخيرات والبركات. نريد من جنابكم الإجابة عن السؤال التالي لو تكرمتم: موقع ياباني على الإنترنت انتشر بكثرة بين الناس وطريقة العمل فيه والتداول على الشكل التالي: ١- يضع المشترك أو العميل مبلغ عندهم للإيداع ولنفرض قدره ٥٠٠ دولار (رأس مال). ٢- يوجد في الموقع صور لمنتجات متنوعة (شوكولا - قرطاسية - أدوات زينة ومكياج .....) كل منتج مكتوب تحته سعره وقدر الربح في حال تم بيع المنتج. مثال: - (قلم سعره: ١٠ دولار قيمة الربح عند البيع: ٢ دولار كل ١٢ ساعة أو ريما كل ٢٤ ساعة). - (شوكولا سعرها: ٢٠ دولار قيمة الربح عند بيعها: ٤ دولار كل ١٢ ساعة أو كل ٢٤ ساعة). ٣- يقوم العميل أو المشترك بالضغط على أيقونة شراء المنتج ثم يدفع سعره عبر الحوالات البنكية كما هو مكتوب. ثم بعد 12 ساعة أو ربما 24 ساعة يضغط أيقونة بيع ذالك المنتج مثال: (القلم الذي اشتراه سابقا) فيقال له بعد مدة قصيرة أن المنتج تم بيعه فيأتي لرصيده ١٠ دولار سعر القلم + ٢ دولار قيمة الربح. ٥- يقومون بخصم نسبة معينة كضريبة محصّلة من قيمة الربح (يقال إنها تذهب للدولة في اليابان). ٤- الموقع الياباني هذا أو الشركة اليابانية تأخذ من قيمة الربح بعد خصم الضرائب (يعني من قيمة ربح المنتج الذي اشتراه ثم باعه) ١٠٪ . وفي بعض المنتجات تأخذ من قيمة ربحها ١٥٪ ... وهكذا. ٥- عندما تريد الانسحاب (سحب رأس المال المودع عندهم سابقًا) يأخذون منه نسبة فرضا ١٠٪ ثم يعيدونه لك. ٦- طبعا كلما اشتريت منتجات وبعتها كلما كان الربح أكثر (والشراء كما ذكرنا كله وهمي يعني تضغط أيقونة شراء فيقال أنك اشتريته ثم تضغط أيقونة بيع فيقال أن المنتج تم بيعه لكن يتم دفع قيمة المنتج بشكل نظامي عبر الحسابات البنكية)
 الاجابة :
رقم الفتوى : 11523
 0000-00-00

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذه الشركة تعمل وفق مفهوم التنظيم الهرمي، وأحياناً تسمى التسويق الشبكي، وتتلخص هذه الشركة في أن يشتري الشخص بعض منتجات الشركة مقابل الفرصة في إقناع الآخرين في الشراء من الشركة، ويأخذ هو مكافأة أو عمولة مقابل ذلك ثم كل واحد من هؤلاء الذين انضموا للشركة يقومون بإقناع آخرين وهكذا..

الحكم الشرعي في التعامل مع هذه الشركة لا يجوز شرعاً، لأن المشترك فيها في الحقيقة ليس هدفه شراء السلعة بل هدفه الدخول لهذه الشركة من أجل الانضمام إليها، وانضمامه إليها ليس الهدف منه ترويج السلعة بل هدفه دعوة الآخرين للانضمام إليها.

لأن الشركة بحد ذاتها توجه دعمها لكسب الأعضاء لا لدعم المنتجات.

فهذه الشركة مبنية على أساس من المقامرة، وعلى أساس من الغرر، لأن قيمة السلع أقل بكثير من قيمتها الحقيقية، وهذه الزيادة في الثمن لولاها لما وجد برنامج التسويق الهرمي، ورحم الله من قال: أفلا أفردت أحد العقدين عن الآخر ثم نظرت هل كنت مبتاعها أو بائعه بهذا الثمن؟.

بمعنى: لولا الاشتراك في هذه الشركة من أجل جلب المشتركين للاشتراك فيها بغية المال الموعود به هل يشتري أحد هذه السلعة بهذا الثمن؟

وبناء على ذلك:

فلا يجوز التعامل مع هذه الشركة، ولا يجوز الترويج والدعاية لها، لأنها مبنية على أساس من أكل أموال الناس بالباطل وعلى أساس من الغش والخداع والمقامرة.

ومن ابتلي بذلك عليه أن يتوب إلى الله عز وجل من ذلك أن يسترد ماله فقط، بدون زيادة إناستطاع، لقوله تبارك وتعالى: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ }.

ويكون هذا الاسترداد من الشركة حصراً، لأنه لو أراد أن يبيع وكالته فهو بيع غيرشرعي.وإن تعذر استرداد المبلغ من الشركة فليحتسب الأجر عند الله عز وجل،وأن يعتبر ذلك من جملة المصاب المشار إليه بقوله تعالى: {وما أصابكم فبما كسبت أيديكمويعفو عن كثير}.

وإنه لمن العجيب أن تقوم كثير من الدول الأجنبية، والتي من جملتها أمريكا، حيث رفعت وزارة التجارة الأمريكية قضية ضد شركة تسمى باسم سكاي بز، وهي شديدة الشبه بشركة كويست نت، تتهمها فيه بالغش والاحتيال على الناس، وصدر قرار المحكمة بولاية أوكلاهوما في 6/6/2001 بإيقاف عمليات الشركة وتجميد أصولها، تمهيداً لإعادة أموال العملاء الذين انضموا إليها.

ثم نجد بعضاً من المسلمين من يروِّج لها، وربما البعض أخذ فتوى من بعض العلماء بجواز التعامل مع هذه الشركة. نسأل الله أن يجعلنا على بينة من أمرنا، وأن يهدينا سواء السبيل، وأن يكف عنا كيد الكائدين، وخاصة كيد اليهود الذين يعملون جاهدين ليلاً ونهاراً لإفقار المسلمين. هذا والله تعالى أعلم.