السؤال :
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الآتِي: «مَنْ وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ، فَلَمْ يَئِدْهَا، وَلَمْ يُهِنْهَا، وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا ـ يَعْنِي الذَّكَرَ ـ أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 11693
 2022-01-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

 فَقَدْ رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ، فَلَمْ يَئِدْهَا، وَلَمْ يُهِنْهَا، وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا ـ يَعْنِي الذَّكَرَ ـ أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ» وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.

قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: « فَلَمْ يَئِدْهَا» يَعْنِي: لَمْ يَدْفِنْهَا حَيَّةً كَمَا كَانَ يَفْعَلُ بَعْضُ العَرَبِ في الجَاهِلِيَّةِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالى: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾.

قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: « وَلَمْ يُهِنْهَا» يَعْنِي: لَمْ يُذِلَّهَا، وَلَمْ يَحْتَقِرْهَا.

قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا» يَعْني: لَا يُؤْثِرُ وَلَدَهُ الذَّكَرَ عَلَيْهَا، بَلْ يَعْدِلُ بَيْنَهُمَا.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى كَرَامَةِ الأُنْثَى في دِينِنَا الحَنِيفِ، وَعَلَى وُجُوبِ العَدْلِ بَيْنَ الأَوْلَادِ في التَّعَامُلِ. هذا، والله تعالى أعلم.