السؤال :
مَا حُكْمُ تأْخِيرِ رَوَاتِبِ المُوَظَّفِينَ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 11772
 2022-02-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى ابْنُ مَاجَه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ، قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ».

يَعْنِي: تَجِبُ المُبَادَرَةُ لِإِعْطَاءِ الأَجِيرِ حَقَّهُ عَقِبَ انْتِهَائِهِ مِنَ العَمَلِ، وَإِذَا كَانَتْ هُنَاكَ مُدَّةٌ تَمَّ الاتِّفَاقُ عَلَيْهَا وَهِيَ في الغَالِبِ تَكُونُ شَهْرًا، وَجَبَتِ المُبَادَرَةُ لِإِعْطَاءِ المُوَظَّفِ أَو الأَجِيرِ مَا يَسْتَحِقُّهُ، وَلَا يَجُوزُ تَأْخِيرُ دَفْعِ الرَّاتِبِ لَهُ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَإِذَا أَنْهَى العَامِلُ عَمَلَهُ، أَو المُدَّةَ المُتَّفَقَ عَلَيْهَا أَثْنَاءَ العَمَلِ، وَجَبَ عَلَى صَاحِبِ العَمَلِ المُبَادَرَةُ لِدَفْعِ مَا يَسْتَحِقُّهُ العَامِلُ أَوِ المُوَظَّفُ، وَإِذَا تَأَخَّرَ انْدَرَجَ تَحْتَ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَيُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وَعِرْضَهُ» قَالَ سُفْيَانُ: عِرْضُهُ يَقُولُ: مَطَلْتَنِي وَعُقُوبَتُهُ الحَبْسُ. رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ.

وَتَحْتَ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. هذا، والله تعالى أعلم.