السؤال :
امْرَأَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَلَّمَ القُرْآنَ العَظِيمَ، إِلَّا أَنَّ زَوْجَهَا يَمْنَعُهَا مِنْ ذَلِكَ، وَيَمْنَعُهَا مِنْ إِحْضَارِ مُعَلِّمَةٍ تُعَلِّمُهَا تِلَاوَةَ القُرْآنِ العَظِيمِ، فَهَلْ يَجُوزُ إِحْضَارُ المُعَلِّمَةِ بِدُونِ إِذْنِهِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 11790
 2022-02-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يُعَلِّمَ زَوْجَتَهُ أُمُورَ دِينِهَا، وَخَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِعِبَادَاتِهَا وَمُعَامَلَاتِهَا، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.

وَقَدْ جَعَلَ اللهُ تعالى لَهُ القِوَامَةَ عَلَى زَوْجَتِهِ، وَمِنَ القِوَامَةِ أَنْ يُعَلِّمَهَا أُمُورَ دِينِهَا، وَخَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالفَرَائِضِ، وَاجْتِنَابِ المُحَرَّمَاتِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾.

وَإِنْ كَانَ عَاجِزًا عَنِ التَّعْلِيمِ، وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَأْذَنَ لَهَا بِحُضُورِ مَجَالِسِ العِلْمِ مَعَ نِسَاءٍ ثِقَاتٍ يُعَلِّمْنَ النِّسَاءَ تَعْلِيمًا صَحِيحًا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِأُمُورِ دِينِهِنَّ، حَتَّى تَكُونَ الزَّوْجَةُ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِهَا، لِتَنْجُوَ مِنَ النَّارِ بِالعِلْمِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ، أَو يُحْضِرَ لَهَا مُعَلِّمَةً ثِقَةً تُعَلِّمُهَا أُمُورَ دِينِهَا؛ وَإِلَّا كَانَ آثِمًا.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَيَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يُعَلِّمَ زَوْجَتَهُ تِلَاوَةَ القُرْآنِ تِلَاوَةً صَحِيحَةً، حَتَّى تَصِحَّ صَلَاتُهَا، وَتَقْرَأَ قِرَاءَةً صَحِيحَةً لِتَنَالَ أَجْرَ التِّلَاوَةِ، أَو يَأْذَنَ لَهَا بِإِحْضَارِ مُعَلِّمَةٍ ثِقَةٍ تُعَلِّمُهَا ذَلِكَ، فَإِنْ أَبَى ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ مُبَرِّرٍ فَلَهَا أَنْ تُحْضِرَ مُعَلِّمَةً تُعَلِّمُهَا التِّلَاوَةَ بِمِقْدَارِ مَا تُصَحِّحُ صَلَاتَهَا بِهَا، وَلَو بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا، إِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهَا سَبِيلٌ آخَرُ لِتَعَلُّمِ تِلَاوَةِ القُرْآنِ العَظِيمِ. هذا، والله تعالى أعلم.