السؤال :
مَا صِحَّةُ القَوْلِ: إِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُصَلِّيَ العَبْدُ رَكْعَتَيْ سُنَّةِ التَّوْبَةِ بَعْدَ الذَّنْبِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 11799
 2022-02-16

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ رَجُلًا إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللهُ مِنْهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، وَإِذَا حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، وَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ، ثُمَّ يُصَلِّي، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ، إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ»، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ﴾.

وَقَدْ نَصَّ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ صَلَاةَ التَّوْبَةِ مُسْتَحَبَّةٌ، وَهَذَا بِاتِّفَاقِ المَذَاهِبِ الأَرْبَعَةِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَيُسْتَحَبُّ للإِنْسَانِ بَعْدَ الوُقُوعِ في المَعْصِيَةِ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتِيِ التَّوْبَةِ، وَعَلَيْهِ أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ، وَأَنْ يَنْوِيَ عَدَمَ الرُّجُوعِ إلى الذَّنْبِ، وَأَنْ يُقِرَّ بِذَنْبِهِ؛ فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ مَغْفُورُ الذَّنْبِ بِإِذْنِ اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.