طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَجِبُ عَلَى المَدِينِ أَنْ يَرُدَّ الذَّهَبَ للدَّائِنِ كَمَا أَخَذَهُ، يَعْنِي يَرُدُّ إِلَيْهِ الذَّهَبَ وَزْنًا بِوَزْنٍ مَعَ وُجُودِ الأَلْمَاسِ فِيهِ، إِلَّا إِذَا اشْتَرَطَ المَدِينُ عَلَى الدَّائِنِ أَنْ يَرُدَّ الذَّهَبَ ذَهَبًا، وَلَا عَلَاقَةَ لَهُ بِالأَلْمَاسِ، فَالمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ.
وَإِذَا اشْتَرَطَ الدَّائِنُ عَلَى المَدِينِ أَنْ يَرُدَّ لَهُ الذَّهَبَ بِوَزْنِهِ مَعَ الأَلْمَاسِ ذَهَبًا، فَهَذَا لَا يَجُوزُ لِأَنَّهُ ربًا، وَلَكِنْ مِنْ حَقِّ الدَّائِنِ أَنْ يَشْتَرِطَ عَلَى المَدِينِ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِ الذَّهَبَ ذَهَبًا وَزْنًا بِوَزْنٍ، مَعَ وُجُودِ الأَلْمَاسِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَيَجِبُ عَلَى المَدِينِ أَنْ يَرُدَّ الذَّهَبَ كَمَا أَخَذَهُ مُصَاغًا وَزْنًا بِوَزْنٍ مَعَ وُجُودِ الأَلْمَاسِ فِيهِ، إِلَّا إِذَا رَضِيَ الدَّائِنُ بِاسْتِرْدَادِ الذَّهَبِ ذَهَبًا مَعَ إِسْقَاطِ قِيمَةِ الأَلْمَاسِ مِنَ الوَزْنِ، وَإِنْ شَرَطَ الدَّائِنُ عَلَى المَدِينِ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِ الذَّهَبَ ذَهَبًا وَزْنًا بِوَزْنٍ، وَيَدْفَعَ لَهُ قِيمَةَ الأَلْمَاسِ، فَهَذَا جَائِزٌ؛ أَمَّا أَنْ يَرُدَّ لَهُ بِوَزْنِ الأَلْمَاسِ ذَهَبًا فَهَذَا يُعْتَبَرُ رِبًا. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |